رواية أقل ما يقال عنها أنها رائعة، جمعت بين أسلوب سلس و بين مضمون وجودي دقيق و حساس.
إبداع في نقل دقة الأحداث و حساسيتها حتى يخيل إليك أنك عايشت كل إضطرابات سعيد وزوجته صفية منذ بداية تركهما لإبنهما خلدون رضيعا ذو خمسة أشهر إلى حين لقائهما به بعد عشرين سنة من الفقد و ما خلفه ذلك من أثر كبير ليس فقط في نفوس أبطال الرواية و إنما في نفس كل من عايش حروف و أسطر هذه التحفة، كأنما حمله كنفاني عبر جناح إبداعه في رحلة عبر الزمن ليُعايش ما يعانيه الفلسطنيون من ألم الفقد، فإستضافنا كرما منه لنتقاسم كأس الخيبات التي تجرعتها كل العائلات المهجرة قسرا في فلسطين.
هذا ما يحدث لك عندما تتقاسم الخيبات مع الآخرين، شعور بالإرتطام في قاع من الضياع يعتريك و قد تأتي هذه الخيبات على شكل كلمات، تماما كالسهام التي وجهها خلدون إلى أبويه الذان عادا - بعد التهجير القسري - بحثا عنه.
أحييت في نفسي هذه الرواية حب فلسطين.
"لقد فهمت بصورة غريبة ذلك الإرتطام الذي لا يصدق، و الذي يمكن للكلمات أحيانا أن تفعله على حين فجأة".
غسان كنفاني - عائد إلى حيفا ❤