في هذا الكتاب، يسلط أمين معلوف الضوء على واحدة من أكثر القضايا تعقيدا و تشابكا و تزايدا، و هي تعدد الانتماءات لدى الفرد الواحد..
يحاول معلوف تعريف "الهوية" في ظل هذا الزخم من الانتماءات..و يفسر الكثير من التصرفات البشرية على أنها نابعة من رغبة كامنة لدى المرء و الأمم بالتميز عن بقية الأفراد و الأمم بهوية واحدة، يشار إليه متى أشير إليها، و يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يحاول تفسير ظواهر العنف على ضوء هذه النظرية..الرغبة في هوية مميزة..
يسهل معلوف في تفصيل و تحليل الجزء الديني من الهوية، و ربطه بظاهرة الإرهاب، يحاول جاهدا أن يكون منصفا بحق الإسلام و بألا تطغى مسيحيته على رأيه
ثم يحاول أن يحلل الأمر من أبعاد أخرى و يطرح تساؤلا حول تأثير و انعكاس البلاد و الأمم على الانتماءات..و ماذا لو كان وضع الأمة هو الذي جعل من الانتماء الديني مسلك عنف
الكتاب مقتضب جدا..القضية تحتاج تحليلا أعمق من مجرد وجهات نظر..و لا تكفيه هذا الصفحات
و يعيب على الكاتب أنه ختم هذا الجهد بطرح رومانسي جدا للحل..العالم الموحد الذي لا يشعر الفرد في أي زاوية فيه بالاختلاف..أو الهوية الواحدة..و هو أمر أقرب من أحلام منه إلى حل واقعي..
القضية مهمة جدا..و الكتاب يستحق القراءة