كثيرون هم مَن ماتوا قبل موتهم الحتمي ، ماتت أرواحهم وتبقت تلك الأجساد الخاوية تنتشر في الأرض هباءً . . .
ربما كان لابد من الآلام ، الدموع ، الفقدان ، والحرمان .. ربما كان لابد من كل ذلك
وإلا لبقينا عبيدًا " لأمية " في داخلنا ، بقينا عبيدًا لضعفنا وقيمنا الجاهلية التي تحكرنا عن رؤيةٍ أوسع عن العالم
أحيانًا يكون هذا الضعف المصاحب للألم ، بدايةً لقوةٍ لم يتخيلها أحد , هذا ماتعلمته ! ..
- أتحسب أن العبيد ، هم مَن يُقيدون بسلاسل الحديد ؟ فقط !! ..
لا وألف لا .. أوصل لنا العمري بهذه الرواية أن العبودية تتعدد أشكالها ، ليست فقط طوقًا يوضع على الرقبة
بل قد تكون صِفاتًا وقيمًا وأسلوب حياة ,
سأكذب إن قلت أنني لم أبكي في هذه الرواية ، شعرت بقشعريرة في جسدي في العديد من الأجزاء ..
كما كان بلال مع بلال بن رباح في كل لحظة ، والعكس أيضًا
فأنا قد كنت مع كليهما أيضًا .. وضعت نفسي في موقف كل منهما ( وإلا لما كنت سأبكي ) .
من الصعب ان تعلم أن بينك وبين الموت القليل من الوقت , ولكن الأصعب أن تموت وأنت تعلم بأنك لم تقدم شيئًا
لم تفعل أي شيء ! .. كأنك كنتَ عابر سبيل جاء لإستنزاف الأكسجين فحسب . هذا أشد إيلامًا وتعذيبًا في نظري
رواية تحمل في طياتها العديد من الدروس والمعاني ، أظن أنه يمكنني القول ( ربما ) لم تسمى بشيفرةِ عبثَا
أن تبحث في طياتها وتكتشف المقصود ، إنه أمر يحتاج إلى كشف شيفرة الكلمات بالتأكيد
ولكن ليس هذا المقصود بالشيفرة هنا .. تلك الشيفرة التي تحررنا من كل أشكال العبودية على اختلافها
هي شيفرة واحدة ، عمل بها بلالٌُ الأول ، وعمل بها بلالٌ الثاني ، وأظن أنه قد حان الوقت ليعمل بها الجميع . . .