ذاكرة الجسد > مراجعات رواية ذاكرة الجسد > مراجعة سمآح برحمة

ذاكرة الجسد - أحلام مستغانمي
أبلغوني عند توفره

ذاكرة الجسد

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

تعلو الزغاريد.. وتتساقط الأوراق النقديّة.

ما أقوى الحناجر المُشتراة، وما أكرم الأيدي التي تدفع كما تقبض على عجل!

ها هم هنا..

كانوا هنا جميعهم.. كالعادة.

أصحاب البطون المنتفخة.. والسجائر الكوبيّة.. والبدلات التي تُلبَس على أكثر من وجه.

أصحاب كلّ عهد وكلّ زمن.. أصحاب الحقائب الدبلوماسيّة، أصحاب المهمّات المشبوهة، أصحاب السعادة وأصحاب التعاسة، وأصحاب الماضي المجهول.

ها هم هنا..

وزراء سابقون.. ومشاريع وزراء. سُرّاق سابقون.. ومشاريع سُرّاق. مديرون وصوليُّون.. ووصوليُّون يبحثون عن إدارة. مخبرون سابقون.. وعسكر متنكّرون في ثياب وزاريّة.

ها هم هنا..

أصحاب النظريّات الثوريّة، والكسب السريع. أصحاب العقول الفارغة، والفيلّات الشاهقة، والمجالس التي يتحدّث فيها المفرد بصيغة الجمع.

ها هم هنا.. مجتمعون دائمًا كأسماك القرش. ملتّفون دائمًا حول الولائم المشبوهة.

أعرفهم وأتجاهل معظمهم «ما تقول أنا.. حتَّى يموت كبار الحارة!»

أعرفهم وأشفق عليهم.

ما أتعسهم في غناهم وفي فقرهم. في علمهم وفي جهلهم. في صعودهم السريع.. وفي انحدارهم المفجع!

ما أتعسهم، في ذلك اليوم الذي لن يمدّ فيه أحد يده حتَّى لمصافحتهم.

في انتظار ذلك.. هذا العرس عرسهم. فليأكلوا وليطربوا، وليرشقوا الأوراق النقديّة، وليستمعوا للفرقاني يردِّد كما في كلّ عرس قسنطيني أغنية «صالح باي».تلك التي ما زالت منذ قرنين تُغنّى للعبرة، لتذكّر أهل قسنطينة بفجيعة صالح باي وخدعة الحكم والجاه الذي لا يدوم لأحد.. والتي أصبحت تُغنّى اليوم بحكم العادة للطرب دون أن تستوقف كلماتها أحدًا..

" ذاكرة الجسد " ( 1993 !! )

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق