الرواية عبارة عن جرعة كبيرة من الحزن و الألم من جهة و أمل و حياة من جهة أخرى ، بطلتها هي عائشة ، أم توفي ابنها عزيز و هو في سن الخامسة ، عائشة تظن أنها ستموت في الذكرى الرابعة لوفاة ولدها بعد ثلاث ميتات في نفس التاريخ لكن في كل مرة تعود للحياة بشكل غريب .
قبل أسبوع من الذكرى الرابعة تقوم بحجز نفسها و الكتابة ، لأن هذا ما يريحها و كأنها خلقت له ، كتابة ماضيها و كيف تزوجت زواج تقليدي دون أي حب أو مشاعر ، و كيف حبلت بإبنها عزيز لمحاولة قتل الفراغ في حياتها الزوجية ، و موت ابنها في حادث مروع بعد إهمال منها . تستمر في لوم و كره ذاتها و مدحها للموت و أثناء هذا المدح تجد أمل صغير للاستمرار في الحياة ، تستعد عائشة بكل جوارحها للنزول الى العالم السفلي إذا ماتت ، أو اتخاذ خطوة جديدة اذا بقيت على قيد الحياة و هنا تنتهي الرواية .
استعملت الكاتبة أسلوب التنقل بين الماضي و الحاضر بشكل ممتع و راقي ، و أيضا توظيفها لاقتباسات عديدة مما يدل على بحثها المطول و الدقيق في موضوع الموت . أما النهاية جعلتها بثينة العيسى مفتوحة ، - لا أدري ربما تنوي كتابة جزء ثانٍ لها - لكنها لم تكن عند تطلعاتي لأنها تركت لنا الإختيار بين حياتها أو موتها .