" ما الجنون ؟
إنه فيما يبدو حالة غامضة كالحياة وكالموت ، تستطيع أن تعرف الشئ الكثير عنه إذ أنت نظرت إليها من الخارج ، أما الباطن ، أما الجوهر ، فسر مغلق ، عبارة عن عالم ملئ بالأسرار والضباب ، تتخايل لعينيك منه وجوه لا تتضح معالمها ، كلما حاولت أن تسلط عليها بصيصاً من نور الذاكرة ولت هاربةً فابتلعتها الظلمة "
مجموعة من القصص القصيرة استطاع نجيب محفوظ فى كل احدة منها أن يتحدث عن موضوع منفصل عن الآخر ، وإن كانت كلها تصب فى نقطة واحدة ، وهو الصراع الذ ينشب بداخلنا ، فتتحول تلك المشاعر المضطرمة ، إلى صراع خارجى مع العالم ، يظل الإنسان فى بحاره ، تتقاذفه الأمواج ، وترتطم به ، وهو يحاول الفرار منه لكن دول طائل ، هذا البحر عبارة عن مشاعر داخل الإنسان ، مشاعر الحب ، والكره ، والغضب ، والخوف ، والترقب ، والشوق ، وغيره .
حاول الكاتب أن يتحدث عن كل عاطفة على حدا وبأسلوبه الخاص ، كعادته دائماً ، يخط بقلمه عوالم ، ويضع الكاتب فيها رغماً عنه ، فما تشعر إلا وقد أصبحت جزءً من هذا العالم ، مجموعة قصصية فريدة ، وكم الأفكار التى وضعها الكاتب ، بحيث تكون كل فكرة مختلفة عن الاخرى ، لا يفعلها إلا نجيب محفوظ