عندما تقودنا العبثية إلى الغربة سنصل إلى ما وصل إليه بطل هذه الرواية.
الانطواء على الذات والعزلة يعني أن نكون غير مفهومين من قبل الآخرين، وإذا كان هذا الانطواء مدعوماً بالواقعية والعقلانية المفرطة وفهم الحياة الصارخ الذي يؤدي إلى العبثية أو العدمية سيؤدي ذلك إلى تعميق غربتنا.
هذا هو محور رواية كامو ببساطة، حيث أن اللامبالاة الدائمة التي يظهرها بطله والتي كان منشؤها نظرته إلى الحياة على أنها سواء بالنسبة له، دفعته إلى الإعدام، فعلى الرغم من،كل طيبته التي شهد بها كل من يعرفه فإنها لم تستطع أن تمنع عنه سوء الفهم وسوء العاقبة أيضاً.
وفي هذه الرواية تتجلى بشكل واضح نظرة كامو لأهم الموضوعات التي كان مهتماً بها وهي العبث والتمرد، بالإضافة إلى أنه صاغ آراءه فيما يتعلق بالمغزى الحقيقي للحياة، دور الإنسان في المجتمع بالإضافة إلى تناقض العالم.
وبالحديث عن العبث، ما هو العبث؟
إنه التناقض بين عقلانية الإنسان أو محاولته للوصول إلى تلك العقلانية مع لاعقلانية العالم، أو كما يعبر عنه كامو بالعلاقة بين الممثل والديكورات، وهنا يطرح التساؤل ما مغزى الحياة؟ ويتبع ذلك انعدام الأمل والرغبة في الانتحار أو الوصول إلى اللامبالاة التي وصل إليها هذا الغريب في الرواية.
كما أن العبث أو هذا الوعي والعقلانية لدى الإنسان سيدفعانه إلى التمرد أي إلى العمل والتغيير ورفض الانتحار.
الرواية رائعة وأعمق من أن تلخص أو أن يتم الحكم عليها بهذه السطور المتواضعة