ثاني ديوان اقرأه لأمل دنقل، وكان الأفضل.
ربما لو لم يكن هذا الجدار
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق!
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت: قيصر جديد!
هل يصلح العطار
ما أفسد النفط!
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف.. والجدار!
عن صرخة المرأة بين السبي.. والفرار؟
كيف حملت العار..
ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟! دون أن أنهار؟!
ودون أن يسقط لحمي.. من غبار التربة المدنسة؟!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي.. بالله.. باللعنة.. بالشيطان
لا تغمضي عينيك فالجرذان..
تلعق من دمي حساءها.. ولا أردها!
أعرف أن العالم في قلبي.. مات!
لكني حين يكف المذياع.. وتنغلق الحجرات:
أنبش قلبي.. أخرج هذا الجسد الشمعي
وأسجيه فوق سرير الآلام
أفتح فمه.. أسقيه نبيذ الرغبة
فلعل شعاعاً ينبض في الأطراف الباردة الصلبة
لكن.. تتفتت بشرته في كفي
لا يتبقى منه.. سوى: جمجمة.. وعظام!
في الشارع
أتلاقى -في ضوء الصبح- بظلي الفارع
نتصافح بالأقدام