السيدة من تل أبيب > مراجعات رواية السيدة من تل أبيب > مراجعة Ahmad Ashkaibi

السيدة من تل أبيب - ربعي المدهون
أبلغوني عند توفره

السيدة من تل أبيب

تأليف (تأليف) 3.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

قرأت هذه الرواية لأني عرفت أنها عبارة عن مقدمة لرواية المدهون الفائزة بالبوكر العربية "مصائر"... وقد قررت أن أقرأ هذه الأخيرة بدافع الفضول مع علمي بأنها تحمل فكرة التعايش والتطبيع في فلسطين...

الحقيقة أن "المكتوب باين من عنوانه"... يعني عندما يعرف الكاتب في بداية الكتاب بنفسه بأنه كاتب فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية وأنه يعيش في لندن فقد حكم على نفسه مسبقا بولائه وانتمائه لهذا الجواز البريطاني والذي ولا شك يحمل في نفسه قيمة عظيمة قد تجعله ينظر إلى نفسه بشيء من الفخر....

لا أحد فينا يختار أين يولد وكيف يولد وأي جنسية يحمل عندما يولد... لكن العبرة في الطريق الذي يسلكه في هذه الحياة.. العبرة في أن لا ينسى المرء نفسه ووطنه لمجرد أنه دولة ما منحته جنسيتها....وخصوصا عندما تكون هذه الدولة هي السبب الرئيس في وجود المحتل في وطنه...

من ناحية الفكرة:

الرواية تتمحور بشكل صريح حول التعايش الفلسطيني-الإسرائيلي .... وهي فكرة جريئة جدا أن تطرح من قبل أي عربي مسلم يؤمن بالقضية فما بالكم بكاتب فلسطيني!!

وقد حاول المدهون تغليف روايته بقشرة رقيقة هشة من الوطنية.. لكن هذه الوطنية المزعومة ما تلبث أن تتحطم أمام مصطلحات مستوردة مثل: العمليات الانتحارية...

عندما لا تعبأ موظفة الجوازات الإسرائيلية بكونه يحمل الجواز البريطاني وتلقيه على الطاولة بغير اكتراث فإن هذه التصرف يزعجه ويقول: أخذت أسخر من جنسيتي (يعني البريطانية) التي منحتني أهمية لا أهمية لها!

ثم يقول: تمنيت لو لم أحضر أصلا (يعني إلى فلسطين), فلم تلغَ هويتي هنا فحسب, بل وسحقت ملامحي وطحنت إنسانيتي كما يطحن القمح.....!

طبعا هذا كله بسبب أنه تم تأخيره على الحدود أقل بكثير مما يتأخر عادة الفلسطينيون من غير حملة الجوازات الأجنيبة... ولكم أن تتصوروا نفسية هذا الإنسان...

وفي نهاية القصة عندما يقرأ خبر مقتل رفيقة رحلته اليهودية البريطانية التي قابلها في الطائرة فقط ثم يعلق: من قتلها إذن؟ ومن هو صاحب المصلحة في التخلص منها بهذه الطريقة البشعة؟ثم ما الذي كانت تمثله حتى استحقت هذه النهاية المأساوية؟

أترك لكم التعليق..

اللغة:

لغة الكاتب سهلة إلى درجة الركاكة... ويدخل الكثير من العامية والعبرية في الحوارات ولا يتورع أن يستخدم بعض الألفاظ القذرة دون أن يكون هناك داع إليها...

الأسلوب:

يفتتح الكاتب روايته بصة غريبة جدا تعود في الزمن إلى ما قبل اغترابه..يصور فيها واقعة جنسية شاذة لبطل روايته... ولازلت حتى بعد أن أتممت الرواية أبحث عن سبب إقحام تلك الواقعة في مثل هذا النص... ولم أنجح...

يبدأ المدهون روايته بأسلوب معروف في السرد على طريقة "هو وهي" لكنه يقع ضحية التكرار الممل للأحداث... ثم يقرر بطل روايته أن يكتب عن نفسه وعن رفيقته رواية فيبدأ بالسرد على ألسنة أبطال روايته و....الراوي... وهذا التقلب في طريقة السرد يضعف الأسلوب الروائي بشكل عام ...

لا تخلو الرواية من التصاوير الفنية الجميلة .. لكنها تضيع مع قبح الهدف .... كما أنه يحاول أن يتبع أسلوب السخرية... السخرية من العرب طبعا ومن بعض العادات وبشيء لا بأس به من الألفاظ السوقية أيضا..

خلاصة:

إن لوثة الغرب أصابت جميع العرب فلا غرابة أن يتعصب للغرب من يحمل الجنسية الأجنبية.... لكن الغرابة أن يسعى إلى التطبيع وزرع فكرة التعايش من يتقلب في نعيم الحضارة الغربية ثم لا يلقي بالا لمن يضحون بأنفسهم في سبيل حرية أوطانهم وتسميهم انتحاريين... ثم يحمد الله لأن العملية الإستشهادية للفتاة فشلت حتى لا يتسبب ذلك في تأخير وصوله وتعقيد دخوله وخروجه...

الوطن بالنسبة إليه مجرد موقع سياحي أثري يزوره متى شاء ولا يمكث فيه طويلا... ثم يعود إلى بلده الآخر الذي احتضنه وأعطاه الجنسية وأعطاه الحياة التي طالما حلم بها وهو في وطنه...

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق