عندما انتهيت من قراءة "كل الأشياء تتداعي" للنيجيري تشينوا أتشيبي نظرت للعالم حولي، كان بالفعل يتداعى.
حروب، أسلحة دمار شامل، كوارث بيئية، أوبئة..
هنا تأتي النظرة الإبراهيمية؛ النظر في النجوم، في سقف العالم، الشوق للحياة التي نجهلها.
المعراج ليس مجاورة للنجوم، والكواكب، والمجرات، والفضاء الذي يتسع ويتمدد، المعراج؛ هو الهروب، والتسليم في ذات الوقت..
ينقلب البصر إلى الأرض المغمورة بالماء، النظر إلى القارات، إلى القارة العجوز، إلى شرقها، هناك في مدينة "سراييفو" تحديدا سجن "فوتشا" هناك سجين يكتب تأملاته في ذلك المكان، يقول:
"السجن يقدم معرفة، يمكن أن يقال عنها أنها مؤلمة للغاية، يعاني فيها الإنسان من ضيق المكان وفائض الزمان"
ورغم أني لست مسجوناً مثله، إلا أن كلامه كان سلوى، كان عزاء عظيماً، حديثه ضوء يبدد ظلمة، يزيل بعض الوحشة التي أشعر بها.
إنه يتحدث عن الفن، الموسيقى، المسرح، الشعر، الرواية، بجانب الدعاء، والصبر، والصلاة، والصيام، والتسليم لله..
إنه يتحدث عن أشياء تتماس مع الروح، إنه يقرر أن الجمال والفن يعزز الدين ويكثفه، وأن الدعوة للتأمل والتفكير، والنظر في الكون، والآيات هي مطلبي ديني، وضرورة فنية أيضا.
كتاب "هروبي إلى الحرية" لبيغوفيتش كتاب عظيم، ومؤثر.