هذا الكتاب كان أول كتابٍ أقرؤه،كنت حينها في الثانية عشر تقريبا،ومازلت ولا أزال أذكر جليل نعمته،ويده البيضاء الذي أمدني بها فأدخلني لعالم القراءة،ولذا فإن لهذا الكتاب محبة حية لاتنضب،كأنما هي تنهل من معينٍ صافي،كيف لا وهو الذي رفعني بيده الكريمة وجعلني أُبصر العبثية التي يعيشها الناس من حولي،كانوا نسخا لايفرق بينها سوى شهادة جامعية يفاخرون بها الناس،كأنما حازوا المجد،أو أخذوا العظمة بمجامعها،ولكن هيهات،لايفلحون إلا بهذا المسلك القويم،والمنزلة العليا،القراءة.
أضف على ذلك جودة الكتاب،وإن كان ماكتبه هو هو،فيالها من حياة،ويالها من تعاليم،وياله من عقل وعين يبصر ويرى ويتعلم،تقدست روحه.