كنتُ في صراعٍ بين استمتاعي بالرواية ، و تسلسل الأحداث ، و تعليقات ساراماجو على مواقف الرواية و الحِكَم التي يستنبطها كأبدع ما يكون ؛ و بين تعجّلي لمعرفة قادمات الاحداث حتى انتهيتُ من الرواية فتمنيّتُ لو أنها طالت ..
( ساراماجو ) ذلك البرنس الذي يُبدع في الخلط بين الأسلوبين المُباشر ، و غير المُباشر بمنتهى الإتقان _ حتى يستطيعُ القاريء بسهولة التمييز بين الكلام على لسان شخصيات الرواية و بين حِكَم ساراماجو و تعليقاته على الأحداث ، رُغم أنه لا يستخدم من علامات الترقيم إلا الفصلةِ ، و النقطة .
يحكي عن العالم الجديد ، الذي تشكَّل فورَ حدوث حالات العمى بين الناس في المدينةِ تدريجيًا ، حتى صارت المدينةُ عمياءُ كلها إلا زوجة الطبيب التي شاهدت كلّ هذا البؤسِ و كانت هي عينُ رفاقها حتى نهاية القصة و عودة البصر لمن ظلّ منهم على قيدِ الحياة .
في الرواية ، يُحسن ساراماغو سَبْرَ أغوار النفوس ، و تحليل الشخصيات و الأفعال تحليلاُ نفسيًا منطقيًا شديدَ العُمْقِ ، قضى بين الناس عُمْرَه يتأملُ أفعالهم ، و يدرسُ نفسياتهم المُختلفة .
و قد كفاني الأخ الكريم : مُهند مزيدًا من التعليق .. فقد أجادَ و أحسن .