قلم النجار > مراجعات رواية قلم النجار > مراجعة amal

قلم النجار - مانويل ريفاس, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

قلم النجار

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية قصيرة أفعوانية الأحداث تحتاج لخارطة طريق تُنظم عقارب الساعة المراوغة في قلم النجار، ترجمة صالح علماني تجعل تشبيهات ريفاس اللافتة تتناغم في مقطوعة موسيقية رائعة.

أجزاء كثيرة أعدت قراءتها للبدء بفهم هذه المتاهة.. تقريباً قراءة ثانية للرواية بكاملها. هي قطعة حلوى لذيذة لمن يتذوق الأدب اللاتيني، ومملة ومشتتة لاتلتزم الحياد مع قراء آخرين.

صحيفة تبحث في احتضار الطبيب العائد من المنفى عن سبق محتمل وترسل مبعوثها لذلك، يذهب الصحفي كارلوس وهو يتوقع مريض بمواصفات محتضر، ولكنه يجد الطبيب الثوري دا باركا يتذوق الأوكسجين ويقرأ له الشعر مع رفيقة دربه ماريسا.

ينتقل المشهد إلى هيربال يتحدث عن قصة عمله كحارس في سجن الفالكونا خلال فترة الحرب الأهلية في إسبانيا ١٩٣٦م، جغرافية مسالمة تجعل كاتدرائية الحبر “سانتياغو” و”البومبال” جحيم المومسات الصغير تجاوران سجن الفالكونا.

الرسام أول ضحايا نزهات السجن الليلية ولكنه يُكمل دوره قلماً طيباً خلف أذن هيربال، هناك مشهد رائع لنظرة اعتذار – أو شيء مشابه- قاتل تسبق جريمته سبقت هذا الترابط بين الحارس وقلم النجار، الدكتور دا باركا أخذ نصيبه من النزهات موتاً مؤجل جعله يوثّق الهلع في عينيه !

الحارس يراقب جميع السجناء بدافع عمله ولكن يبدو مهووساً بمراقبة دا باركا حتى يستغرقه الأمر تماما، ماريسا الجزء الأكبر من هذا الهوس يشاركه حبها في الظل، في إحدى زياراتها للسجن يحاول هيربال ارباكها ليرى دموع أجمل النساء ثم يطمأنها وكأنه “يلتقط من الهواء تحفة خزفية فاخرة توشك أن تسقط وتتفتت” دا باركا لايدرك شيئاً من هذا الهوس وهيربال يحشو فمه بالمسدس بل يفكر في فتح فمه حتى لاتتهشم أسنانه.

دا باركا شخصية ساحرة كـ ثائر يحمل السجناء على الصبر والتفاؤل ويشفّر رسائله لرفاقه في الخارج في أحاديث ساذجة عن كرة القدم، يعالج المرضى ويرفع الجولكوز بطاقة من الوهم والحس الثوري، عاشق يكتب رسائل الحب لرفاقه ويعجز عن الكتابة لماريسا التي تتزوجه سجيناًوراء القضبان، غلاف الرواية وبوستر الفيلم يظهران عناق دا باركا وماريسا الذي جعل “طقطقت سلة الخيزران بين جسديهما مثل هيكل عظمي للهواء”

السجناء وجدوا السعال الجماعي طريقة مبتكرة لمقاطعة موعظة الكاهن، ليلة عزَف البحر على الأكورديونات كانت وداع دا باركا لعروسه ماريسا ونقله صباحا لمنصة النعش جزيرة سان سيمون، كانت المحطة الأخيرة له مع نزهات الموت والسجون، وجدت مقال باللغة الإسبانية يقول أن شخصية الدكتور دا باركا مستوحاة من شخصية حقيقية، الرجل شارك في الحرب الأهلية وعاد للبلاد بعد وفاة الدوتشي فرانسيسكو فرانكو، هذا مافهمته بصعوبة من ترجمة غوغل التعيسة !

نهاية هيربال تقرأها في عزوف السيدة “موت” عن مطاردته وفي جملة الدكتور الأخيرة له: “ماتعانيه ليس داء السل وإنما هي علة في القلب”

هامش تاريخي:

الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو أستمر حكمه من عام ١٩٣٦م حتى وفاته ١٩٧٥م تميّز نظامه القمعي بعدائيته للفن والفكر والثقافة، كان الشاعر الإسباني لوركا من أوائل ضحاياه، المارشال محمد أمزيان الساعد الأيمن لفرانكو خلال الحرب وصاحب التاريخ الضبابي مابين الوحشية والبطولة -كأول جنرال مسلم في تاريخ إسبانيا-، زج بشباب من ريف المغرب للمشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية، مصادفة عادلة أن تتعرف على شخصية مثل أسد الريف “مولاي محند” وأنت تقرأ عن تلميذه محمد أمزيان لتمحو بعض السواد..

اقتباسات :

- كانت الرطوبة شديدة لدرجة أن الكلمات تتعفن فور ملامستها الهواء.

- عشية الاعدام اختفت الكلمات من السجن. مابقي منها كان زعيق النوارس. أنّة اللسان في حلق المزلاج. حشرجة البالوعات.

- مايحدث هو أن أخبار المهزومين تكون عادة أكثر أمانة.

- شعرت كما لو أن شجيرات الكاميليا تتبادل الوكز بالمرافق، والمانوليا الصينيةتتهامس بخفوت.

- المثقف مثل الغجري، إذا ماسقط، لايعود للتمرد.

- الذكريات آثار متبقية أشبه بندوب في الدماغ.

- قوس قزح عينيها كان يزيح ضباب الرصيف.

- •قرروا أن يقيموا له محاكمة جديدة..

•ولكنه محكوم بحكم مؤبد!

•سيحكمون عليه بمؤبد آخر. تحسباًمن انبعاثه حياًمرة أخرى!

هنا رابط المراجعة على المدونة بروابط وصور إضافية :

****

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق