عبقرية الرواية ربما في ملحمتها الأخلاقية ومعارك شخصيتها الرئيسية مع الضمير, جان فال جان بعد أن استقبله الأسقف وأكرمه في الوقت الذي طرده فيه الآخرون لأنه سجين سابق بتهمة السرقة, بادله بنكران الجميل والخيانة , وسرقة الأواني الفضية التي أطعمه فيها .
ربما توقع جان بعد أن قُبض عليه أن يثور الأسقف و يلومه و يشكوه للشرطة كنهاية طبيعية ومنطقية لما اقترفه فهو يعرف أنه أذنب , ولكن الأسقف فاجأه بما لم يتوقعه بتسامح هز يأسه وحطمه وكأن عيشته السابقة ومعاناته تحت وطأة الظلم و البؤس و الانكسارات بنت يوما" بعد يوم جدارا سميكا من اليأس .. اليأس ربما من هذا العالم , وتحطم بضربة واحدة من معول هذا الأسقف .
تغير شيء داخل جان شيء تعملق وأمسك بتلابيب نفسه الأمارة بالسوء , أصبح يرى بصورة أو أخرى معنى جديد لحياته البائسة
ربما الأسقف في تلك اللحظة قرر أن يرمي طوق النجاة لرجل رآه يغرق ولو كمحاولة أخيرة قبل أن تبتلعه الأمواج لا أعرف
أما تينارديه فهو الشخصية النقيض, الشخصية الانتهازية الذي تزيد انحدارا" مع أحداث الرواية
الله أعلم بقلوب الناس