ذاكرة الجسد > مراجعات رواية ذاكرة الجسد > مراجعة ضياء الدين القباني

ذاكرة الجسد - أحلام مستغانمي
أبلغوني عند توفره

ذاكرة الجسد

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

وقفتُ كثيراً عندما أردتُ كتابةَ مراجَعَةٍ لهذه الرِّواية..

(ذاكرة الجسد).. روايةٌ رفيعةُ الأسلوب.. متميزةُ السَّبك.. عميقةُ الأداء والتعبير..

الروايةُ تمزِجُ بين قصةِ حُبٍّ غريبةِ الظُّروف والوقائع.. قصة حبٍّ تدعو للاستغراب والاندهاش.. وبين الحديثِ عن الفنون والأدب والرسم والكتابة والشعر، وبين الحديث عن الثورة الجزائرية، كما تتحدثُ عن فترة ما بعد الثورات، وما يحصل عادةً للثورات التي يتسلّقُ على ظهرها العديد من المستبدّين الجدد بأشكال وأنماطٍ متعددة من الاستبداد والعَمالة والتبعية للاستعمار (وقد أبدعت في ذلك جداً!!).. كلُّ ذلك وَفْقَ أحداثٍ مترابطة تمسُّ الشخصياتِ الرئيسة للرواية! كما أنّ أحداثَها تعتمد مبدأ "التَّداعي" -على ما أظن- حيث تُراوِحُ بين سرد الماضي والحاضر والمستقبل، تعود بالأحداث للوراء ثم تتقدمُ إلى الأمام ثم تعود للحاضر أو تتحدث عن فتراتٍ عديدةٍ في الماضي بأسلوب مُحكَمٍ.

بالنسبة لي: أعترِفُ أنني استمتعْتُ بها إلى درجةٍ كبيرة، نادراً ما أمَلُّ من التفاصيل.. لكن في الوقت ذاتِهِ كانت تفاصيل الرواية تصطدمُ مع أفكاري ومبادئي في كثير من الأمور..

أحلام مستغانمي كاتبة روائية قديرة لكن لديها مشكلة غريبة مع (القَدَر) واستخدام هذه الكلمة! مرةً تصفُ القَدَر بالحماقة ومرةً بالجهل ومرةً بالسُّخفِ وتارةً بالاحتقار والإجرام وووو.. وكان هذا يستفزُّني جداً.. فلا أرى أن ذلك يجوز بأيّ حال!

كما أنّها مليئة بالتناقضات الأخلاقية وسوء فهم للقِيَم..

بطل الرواية مثلاً؛ كان قائداً من قادة الثورة الجزائرية، وهو إنسانٌ صاحب مبدأ في الحياة ولا يُحابي الطُّغاة.. لكنه في الوقت نفسِهِ يشرب الخمر ويسكر ويقوم بعلاقات غير مشروعة وكأنَّها أمرٌ طبيعي، وكأن ذلك لا يُنقِصُ من أخلاقه شيئاً!!

والكثير من هذه النماذج في روايتها.. وبرأيي: هذا اعتداءٌ على التاريخ وعلى الثورة الجزائرية..

من الأمور التي أزعجتني كذلك أنها استخدمت كلمةً طاهرةً شفَّافةً كـ(الحُبّ) في التعبير عن العلاقة الجنسية غير المشروعة! كيف استطاعت أن تُعبّر بهذا اللفظ وتجمعَ بين العاطفة الراقية النقيّة وبين أمرٍ دنيءٍ كهذا في كلمةٍ واحدة؟!

وغير ذلك الكثير من الانحطاط الأخلاقي في العرض..

(طبعاً أعلم أن الكثيرين ممن قرؤوا الرواية سيلومونني ويظنون أنني أبالغ لكنني أكتبُ حسب رأيي وبيئتي وأفكاري)

أيضاً: شعرتُ أن الرواية قابلة للتعديل والتطوير والتحسين في العديد من المواضع من حيثُ الحبكة والسرد..

مع كُلِّ ذلك؛ لا يمكنني إلا أن أُبدي إعجابي الكبير بقدرة الكاتبة على تصوير المشاعر الداخلية والصراعات النفسية العميقة والمعقدة بغاية العبقرية والدقة.. كما أنها عبقرية في وضع الحوارات بين الشخصيات.. وذلك ماتِعٌ إلى حدٍّ كبير!

كما أنها تملكُ أسلوباً أدبياً ولُغةً جيدةً مكينةً (غالباً).. والرواية مليئة بالاقتباسات لِمُفكّرين وفلاسفة وأدباء وعظماء مما يدلُّ على سعة اطلاع الكاتبة وقوّتها الثقافية.

لا أقول أنني أنصحُ بقراءتها لكُلِّ أحد أو لا أنصح.. لكن الإيجابيات التي أفدْتُ منها على صعيد الأسلوب والفكر أكثر من السلبيات.. ولا بأس بالاطلاع عليها وقراءتها..

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
1 تعليقات