عايش الكاتب في شبابه أحداث الحرب الأهلية في لبنان,و كان من الوعي لدرجة قدرته على تجريد الحرب من الأسباب التي ينسبها البعض إليها , ليصل إلى لبّ المشكلة ... الفتيل الذي أشعلها: الهويّة .
يبدأ الكتاب بتفنيد القول بالهوية المحددة المتنازع عليها , فنحن نشترك مع الكل في شيء ٍ أو أكثر ... تتقاطع هويّاتنا مع أكثر الناس الذين نظنّهم مختلفين عنّا .
يسدد ضربة أخرى إلى مفهوم الهوية التي تجمعنا , ليخبرنا بأن المسلمين - على سبيل المثال - حين تحصل نزاعات حول القومية و الوطنية , فمن الممكن أن يحملوا السلاح ضدّ بعضهم البعض ( كما حصل في حرب الكويت و العراق , و ما يحدث الآن في الخريف العربي من قتل المسلم لأخوه المسلم ) , و مثال آخر هو الحرب التي قامت بيت الكاثوليك و البروتوستانت أبناء الدين الواحد .
يحيلنا كلامه إلى أن التطرّف الذي تقوم به الجماعات التكفيرية عو دفاع عن الهويّة المهددة من وجهة نظرهم .
و كحل ٍ لهذا التهديد , يرى الكاتب أن على الغرب السعي لضمان المزيد من اندماج المهاجرين إليه دون المساس بهوياتهم ( أو بالجزء المتنازع عليه منها على الأقل ).
من القضايا التي تطرّق إليها , و هي ملفتة للنظر , أننا في حين نرى خوف العالم من أمركة الحياة , نرى الأمريكيين يخافون من ذوبان قيم مجتمعهم " الأصيلة " في بحر الثقافات التي تسكن بلادهم !
الكتاب كأفكار سلس نوعا ً ما, لكن التوغّل به كان صعبا ً سبب لي نوعا ً من الصداع !