من يقرأ هذه الرواية يشعر بأن مصر لم تتغير كثيرًا.. أو أن التاريخ يعيد نفسه خاصة ً في أيامنا هذه بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير وعودة ثنائية الاشتراكية /التيار الإسلامي إلي بؤرة الضوء. لا أظن أن أحدًا في مصر لم يشاهد الفيلم لكن قارئ الرواية سيكتشف اختلافات بين النص الروائي والعمل السينمائي لعل من أهمها طريقة تناول علاقة الحب بين علي طه وإحسان شحاتة .. فإحسان شحاتة في الرواية ليست الفتاة التي تضحي بنفسها من أجل أن يحيا أخوتها حياة أفضل بل إن تجسيدها في الرواية أقرب للواقعية وأكثر اتفاقًا مع المذهب الطبيعي.. فهي تندفع إلي أحضان قاسم بك بفعل عوامل بيئية (الفقر) ووراثية ( عمل أمها كراقصة سابقة وتهاون الوالدين في المسائل الأخلاقية بوجه عام) بل إنها تجد عنده إشباعًا لغريزة لم يثرها فيها علي طه. الفيلم يميل إلي إضفاء طابع من الحزن النبيل علي قصة الحب بينهما وهو ما لا يوجد في الرواية.