لماذا أعدموني؟ > مراجعات كتاب لماذا أعدموني؟ > مراجعة Samar Abd-Allah

لماذا أعدموني؟ - سيد قطب
أبلغوني عند توفره

لماذا أعدموني؟

تأليف (تأليف) 4.1
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

مازلت مش عارفة بشكل محدد لماذا اعدموا سيد قطب... بس رأيى حتى الان هو انهم غالبا اعدموه عشان هما ولاد كلب-مع الاعتذار للكلاب العزيزة-

بتسائل دائما يا ترى ربنا هيحاسب شخصية زى جمال عبدالناصر ازاى؟ راجل عمل كتير للبلد و الفقرا بس ظلم كتير جدا فى نفس الوقت و عذب واعتقل و اعدم كتير بدون وجه حق.. يعنى قتل نفس بشرية دى حاجة كبيرة جدا يا ترى ربنا هيحاسب عبدالناصر عليها ازاى فى مقابل حاجات رائعة عملها للبلد..

طلعت بكذا ملاحظة مهمة من الكتاب رغم انه عبارة عن مجموعة من الموضوعات غير المتجانسة و بلا اى رابط واضح ,حيث ان الناشر جمّع مجموعة من كتابات سيد قطب بخط يده و حطها فى كتاب ..

ان فكر الاخوان الحالى هو فى الواقع امتداد لفكر سيد قطب و تخيله للشكل اللى المفروض تكون عليه اى جماعة اسلامية و طبقها بالفعل فى منظومة مصغرة من شباب الاخوان اللى روجوا للفكر القطبى على طريقة كيونت كده و هى ان كل فرد يدّرس كتب معينة و مناهج معينة لافراد اخرين عشان هما كمان يعملوا نفس الموضوع مع اخرين و هكذا..

فكر قطب ببساطة هو ان الحكم الاسلامى مش المفروض يبدأ من القمة بل يبدأ من القاع, قطب كان ضد فكرة الانقلاب الاسلامى على الحكم فى ظل وجود مجتمع كان قطب شايفه بعيد عن الفكر و العقيدة الاسلامية ومحاولة فرض ده عليه, قطب كان شايف ان لازم الموضوع يبدأ من المواطنين و الافراد بتعليمهم الدين الاسلامى و يبقى عن طريق كوادر تتحلى بثقافة اسلامية عالية و خلق اسلامى كمان يسيب اثر جيد عند الافراد دول و يروج للفكرة لحد ما المجتمع يتقبل قيادة اسلامية ويأتى بها كمان... كان قطب شايف ان دخول الاخوان فى المهاترات السياسية مع احزات و تيارات اخرى ملوش اى لازمة و انه تضييع وقت..

وده بالفعل كان فكر الاخوان فى مصر و هى دى الطريقة اللى صعدوا بيها من القاع للقمة, الموضوع بيبدأ "بتجنيدهم" لشباب متحمس و تعليمه و مشاركته فى نشاطات اجتماعية تهم المواطن و تساعده ثم الانتشار فى الجامعات بنفس الطريقة و بعدين النقابات و هكذا... و تختلف مع الاخوان او تكرههم لكن لا تنكر انهم اساتذة فى هذا و يستاهلوا النجاح اللى حققوه حتى صعودهم مؤخرا لحكم مصر ... شىء يدعو للاعجاب حقيقى و مكنش غير بعد مجهود و مثابرة سنييييين و مش بس عشان كان بيداهنوا للسلطة فى اوقات زى ما بيحب كارهيهم انهم يروجوا...

كطالبة فى كلية هندسة القاهرة قسم باور اللى كان بالتحديد ملىء بالاخوان لى تجربة فى الموضوع ده, كل هندسة تعرف اسرة المنار الاخوانية اللى كان دورها بينحصر فى طباعة ملازم امتحانات للطلبة كان لازم اى طالب يشتريها عشان يحل امتحانات قبل امتحانه الفعلى, الملزمة كانت مليئة بالادعية و احاديث الرسول عليه الصلاة و السلام و عن مجازر حصلت للمسلمين و بالتحديد فلسطين, المهم ان مكنش فيها ذكر للاخوان ابدا, كان علاقتهم بالسياسة تنحصر فى منشورات بيعلقوها عن مقاطعة المنتجات الامريكية و الاسرائيلية مثلا ايام الانتفاضة الفلسطينية التانية, و منشورات بصور الاقصى و انقذوا القدس و الاقصى و كانوا بيطلعوا يتظاهروا و ده كان اخرهم فى الموضوع...

المهم ان الاخوان طبقوا اسلوب سيد قطب بحذافيره متهيألى لو كان سيد قطب موجود دلوقتى كان اسعده مشهد المصريين وهم معظمهم بدقون و حجاب و شغف حقيقى بالتزيد و التحقق من اى موضوع دينيا بشكل مبالغ فيه ساعات, معرفش كان سيد قطب هينبسط بالجهل الموجود و لأ, مش عارفه الشكل كان هيسعده اكتر من المضمون ولا لأ...

الفكرة ان سيد قطب كان شايف ان الضربة اللى وجهت للاخوان بعد حادث المنشية كان له اثر على المجتمع بأنه رجع للالحاد و البعد عن الدين و كأن المجتمع محتاج الاخوان عشان يعرف دينه!!!!.. قطب كرر المقولة دى كذا مرة و يمكن عشان كده كان شايف اهمية الدور "التربوى" للاخوان ناحية مجتمعهم... و دى محتاجة مناقشة اخرى فى موضع اخر...

الكلام حتى الان بالنسبة لى معقول جدا... و رغم انى عمرى ما امنت بفكر الاخوان و كنت ضده معظم الوقت لاسباب كتير يطول شرحها, رغم كده انا مش من كارهى الاخوان الموجودين بكثرة و اللى بيدعوا ان كرههم للاخوان سببه استخدامهم للدين و ان المفروض الدين يكون بعيد تماما عن السياسة... معنديش مشكلة الحقيقة فى قيام حزب على اساس دينى-اى دين- المشكلة فى التفاصيل.. المهم ان حتى الان الموضوع طبيعى

نيجى للجزئية الخلافية و اللى غالبا هى السبب فى وصم الاخوان بالعنف فى حين انهم على الارض لم يشاركوا فى اى اعمال عنف, سيد قطب رأى ان الاخوان او اى جماعة اسلامية لازم تحصن نفسها عن طريق مجموعة من "المقاتلين" اللى جاهزين لرد اى اعتداء من الدولة على الجماعة, و بيتكلم ان الرد المفروض يكون على مستوى اغتيال الرئيس و رئيس المخابرات و قيادات من الدولة + تدمير منشآت حكومية لمنع اى محاولة من الاعتداء على الاخوان و عشان تكون ضربة موجعة تمنع اى حد من جعل الاخوان كبش فداء زى ما عملوا فى المنشية و ملطشة للسلطة!!!

قطب بيحكى عن محاولات التسليح و ان فيه مجموعة مثلا عملوا قنبلة يدوية ناجحة بخلاف شحنة اسلحة كانت جاية من السودان و بيفكروا ازاى يدفعوا تمنها -ولازم تكون من اموال الاخوان- و ازاى يدخلوها!... قطب اتكلم عن فكرة خطرت ليهم بضرب القناطر الخيرية -فى حال اى اعتداء عليهم- لكن عدلوا عنها لما لقوها بتضر بمصالح المواطنين و بتخدم الصهيونية ... قطب بيعلل ده قائلا:

<img src="****"></img>

شىء اخر ملفت للانتباه و خطير, و كل ده تم فى وقت صغير فى وقت ما بعد خروجه من السجن و اعتقاله مرة اخرى و هى فترة اقل من السنة تقريبا, فمع بدء عملية اعتقال الاخوان مرة اخرى سألوه اذا كانوا يجهزوا نفسهم لعملية الرد و هو رد عليهم و قال لهم لو جاهزين اعملوها لكن هو كان عارف انهم مش جاهزين و عشان كده نصح انهم ميعملوهاش و فعلا لم يردوا...

اهم نقطة طلعت بيها من الكتاب هو ان السجن و المعتقل عمره ما بيقتل روح متمردة و ثائرة بلى على العكس بيكبرها و يغذيها, يظن الديكتاتور انه لما بيعتقل شخص بيحاول يبعده عن التأثير على المجتمع و بيحاول يقتل روحه بالتعذيب و الاهانة, ممكن الاسلوب ده ينفع مع ناس كتير لكن مينفعش مع شخصيات ثائرة و مختلفة , زى الخمينى مثلا و زى قطب...

قطب اعتقل 10 سنين و واجه تعذيب كتير لكن فى السجن طوّر فكرته عن الجماعة الاسلامية و ما يجب ان تكون و ناقشها بتعمق مع صديقه و نشرها بين اخوان المعتقلات مش بس فى ليمان طرة لأ و فى السجن الحربى و سجون اخرى انتشر فيها الاخوان, لحد ما خرج و لقى مريدين لفكرته ساعدهم بالتوجيه حتى اعتقاله اخيرا ثم اعدامه... يمكن عشان كده عبدالناصر وجد ان انسب طريقة لقتل روح و فكر قطب هو عن طريق اعدامه, لكن اخطأ عبدالناصر ففكر قطب استمر لحد ما اخوانى استطاع ان يصل لحكم مصر , اعتقد ان دى كانت لحظة تجلى لقطب, نجاح اسلوبه فى جعل الاخوان فعلا يوصلوا للحكم هو نجاح له و عرفانا و احتراما له عبدالناصر مقدرش يمنع حدوث ده باعدام قطب...

"لماذا اعدمونى؟".. سيد قطب و للعجب يعنى لم ينتقد او يهاجم عبدالناصر .. فى رأيه ان الصهيونية و الفكر الصليبى المستعمر على حد تعبيره هو اللى كان من مصلحته القضاء على الاخوان فى محاولة للقضاء على الاسلام فى الدول العربية... حتى حادث المنشية كان رأيه انه مش مدبر من السلطة لكنه مدبر للايقاع بين الاخوان و السلطة اللى نجح بالفعل...

رأيى ان اللى حصل للاخوان فى عهد عبدالناصر و اى عهد اخر مالوش علاقة بالاسلام كدين, جماعة الاخوان كتيار سياسى هو اللى رعبهم و رعب عبدالناصر, و عبدالناصر نكّل بيهم كما نكّل بأخرين لم يعتنقوا الفكر الاسلامى, ببساطة لأن عبدالناصر كان ديكتاتور و كان بيرفض اى فكر اخر او معارضة حقيقية تقف امامه... و انشغاله بالتنكيل بيهم و غروره بنفسه ساهم اخيرا فى النكسة...

و يأتى سؤال جدلى اخر, الشعراوى سجد شكرا لله بعد الهزيمة ,موقف استنكرته بشدة و حسسنى ان المتدينين مش بينتموا لبلادهم بالقدر الواجب, لكن يجى سؤال ماذا يكون شعورك لو كنت واحد من اللى عانوا من جبروت عبدالنصر وسط احتفال شعبى غير مسبوق به و حب كبير للى بيعمله مهما كان ظالم؟ ماذا يكون شعورك عندما تجد ان الرجل الاشبه بالإله و هو ظالم يمنى بهزيمة ثقيلة ؟ الهزيمة كانت لينا و للعرب كلهم لكن الضربة كانت قوية لشخص جمال عبدالناصر كشخص رأى نفسه اكبر من الحياة و الواقع ويمكن اكبر من ربنا لما انشغل بتعذيب و قتل معارضيه بالشكل ده... ما هو شعورك لما تلاقى اللى ظلمك مكسور امام شعبه يعلن انه هيتنحى؟..

سهل اننا نحكم على الاخرين, الصعب انك تتخيل الابعاد النفسية للانسان , بنى ادم يخطىء و يصيب, يمكن فيه ناس احتفلت بهزيمة دولة عبدالناصر و الشماتة فيه مش كرها فى مصر و لا فى الكارثة اللى حصلت, بس عشان احنا ببساطة بنى ادمين...

يبقى ان اقرأ عن الدولة الاسلامية فى نظر سيد قطب ده غير رائعته "فى ظلال القرآن"...

Facebook Twitter Link .
6 يوافقون
2 تعليقات