متاهة الأولياء > اقتباسات من رواية متاهة الأولياء > اقتباس

أجلس تحت شجرة "الصنط" المتهدّلة وفؤادي مضطرم، ليتني أنفلت من إطار هذه التجربة، ربما، إذ أخال في نفسي القدرة على ذلك عقب سنوات العمر المنصرمة مع الجانب الآخر من بني آدم، غير أنّي قد بدا عليّ هذه الفترة الأخيرة، رغم قصص الخلق، عن جسارة قلبي غير المسبوقة لأحد منهم، بدا بشكل طفيف، ثمّة خنوع في هذه الجسارة، فغارتا عيناي بمحجريهما بشكل ملحوظ، الرعشة الطبيعية بجسمي صارت لها برودة مواكبة، الرعشة هذه نفسها انقلبت الآن لرجفة مرعبة لا تفارق بدني، أشعر أنّ عزرائيل لم يزل متوثّباً هناك في السماء، وسيفعلها عمَّا قريب.

ولابد أنّ رهاب الأشياء بأسرها أصابني، تلك العينان تنظران لي من كافّة الزوايا، أجلس على كنبتي في الجبّانة فألمحهما متواريتين خلف شاهد أو ضريح، ألمحهما دون شك، أصلّي فتراودانني من كلّ اتّجاه، أنام، فأجدهما مرسومتين كما هما -كما رأيتهما تماماً- في السقف.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

متاهة الأولياء

هذا الاقتباس من رواية