ماذا عساه المؤرخ أن يقول في حضرة المقريزي! الشيخُ الذي اعتزل في داره راهبًا يدوِّن أيام مصر وخططها وشوارعها، ويسجل بدقة لحظات الخيبة والفقر والنصر والهزيمة وصيحات البهجة وتأوهات الجائعين. الرجل الذي أصابه في زمن السلطان فرج بن برقوق القرف من السلطة ورجالها، فأخذ أوراقه واتخذ لنفسه ركنًا يقوم فيه بدوره في إخلاص ودون ضجيج. يُجمع أهل زمانه والزمان من بعده على سمات شخصيته؛ الذكاء والدأب والإخلاص للتاريخ ومحاولة البقاء محترمًا قدر المستطاع –على ما في ذلك من صعوبة في هذه الدنيا المغوية.
جنون مصري قديم > اقتباسات من رواية جنون مصري قديم > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب
