أيتها النخلة، تشربين من الأرض، وتأكلين الشمس، وتمضَغين الهواء، وتتصدقين على البشر في كل موسم. ليتني مثلُك. فأنا لا أحصل على اللقمة إلا بجهد. فإن بقي معي شيء أمسكته، ولم أتصدق به.
الثانية: يا قلم الرصاص، أيها المتدثِّر بثوب من خشب وتُطِلُّ برأسك، وتقول كلَّ ما تريد. ثم تتكئ على ممحاة في ذيلك. فإن لاموك على قولٍ قلتَه محوْتَ أقوالك بمِمْحاتِك، ولم تترك دليلًا. ليتني مثلُك. فإنني لا أقول شيئًا أو أكتبُه إلا خلَّده الإنترنت. تمضي السنون وأغيِّرُ رأيي، وتظل أقوالي القديمةُ تلاحقني.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب