١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > اقتباسات من رواية ١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > اقتباس

كانت أمُّها قد أخبرتها ذاتَ يوم أنَّ الطفولة موجةٌ زرقاءُ هائلةٌ ترفعُكِ عاليًا وتدفعُكِ إلى أمام، وحين تظنّين أنَّها لن تنتهي إذ بها تختفي عن الأنظار، فلا يعود في وُسعكِ اللَّحاقُ بها ولا إعادتُها. إلَّا أنَّ الموجة تترك هديّةً وراءها قبل أن تتلاشى: محارةً على الشاطئ. وفي هذا المحار البحريّ تُخزَّن كلُّ أصوات الطفولة. وإنْ أغمضتْ جميلة عينيْها اليوم، وأصاخت السَّمعَ عن قصد، فإنَّ في وسعها سماعَها: ضحكاتِ أخواتها الصِّغار، وكلماتِ أبيها القليلةَ وهو يُفْطر على بضع تمرات، وغناءَ أمّها أثناء إعداد الطعام، وقرقعةَ النار عند المساء، وحفيفَ أوراق شجرة الأكاسيا خارج الدار.

هذا الاقتباس من رواية