ثم سمعتها تدندن بالأغاني، ومسَّ صوتُها قلبَها، رأتها تجلس فوق حزمة برسيم في صحن الدار ذات يوم تغني: «عصافير يحسبن القلوب من الحَبِّ، فما لي بها عصفورة لقطت قلبي»، ورأت الإوزات تقف مشرئبة الأعناق في صف تستمع إلى ابنتها، كأنها الجمهور، لا تنبس، ولا تتحرك، وحين أنهت أم كلثوم غناءها تصايحت وتقافزت ورفرفرت بأجنحتها مطيِّرة الغبار وأعواد التبن كأنها تصفِّق تصفيقًا جنونيًّا.
مشاركة من Nour Abunahel
، من كتاب