انطفأتُ بعد موت أمي كسيجارة ملقاة على الرصيف، نسي راميها أن يدهسها بقدمه، تركها لنسمات الهواء، تدحرجها وتلهب شعلتها حتى تحترق، لا يبقى منها سوى رماد غير مرئي، أتحسس رماد السجائر الكثيرة التي دخنتها. أيمم بها وجهي. ثم أدقق في ملامحي مُحاولةً التشبث بها كي لا تنقلب إلى ملامح أمي. أقرر في تلك اللحظة ألَّا أرتدي قميصها القرمزي ثانية. أدفسه بين عباءاتها السوداء. أول مرة ارتديته كنت في الحادية عشرة، تشكلت يومها في قالب جديد حين وضعته على جسدي. لا أدري لماذا لفت نظري؟ ربما لونه الذي لا هو أحمر صارخ ولا وردي هادئ
فوق رأسي سحابة > اقتباسات من رواية فوق رأسي سحابة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب