زينب > اقتباسات من رواية زينب > اقتباس

قضت زينب ليلتها ما بين أحلام وآلام ، فلما كان الصباح وقابلته قَصَّتْ عليه بعض ما رأت، رأته في البراري سائرًا وحده مُطرقًا برأسه والليل نازل وقد لبس كسوته السوداء، ثم يحدق إلى ما حوله فإذا هو بعبد أسود عظيم مقبل عليه يحمل له ورقة، فلما رجع بها إلى العساكر وقرأها بعضهم له جعل يبكي ويطيل البكاء، ثم رأت نفسها كذلك مضطجعة وإلى جانبها أمها وأختها وحماتها وحسن، وهي في بكاء تضرع إليهم طالبة أن يأتوها بإبراهيم، وكل من حولها هم الآخرون عليهم آثار الجزع، وبعد زمان إذا بها وحدها ليس معها أحد تتلفت فلا تسمع حسيسًا، وأخيرًا راحت في سكون لم تعد تفقه معه شيئًا .

وكلما سمع إبراهيم كلام زينب وصوّر أمام نفسه مصيره هناك في مجاهل البلاد الجهنمية، حيث لا يعرف ما سيلاقي وحيث لا يفهم سببًا لوجوده إلا أنه عبد مأمور .. تهيجت نفسه مشمئزة متألمة، وحنق ألّا يجد بدلًا نقديًّا يدفعه عن هاته العبودية من غير ما معنى ولا ضرورة! لا يجد ما يشتري به حريته كما يشتريها غيره ممّن يملكون النقد .

مشاركة من المغربية ، من كتاب

زينب

هذا الاقتباس من رواية

زينب - محمد حسين هيكل

زينب

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب مجّانًا