قلق السعي إلى المكانة - الشعور بالرضا أو المهانة > اقتباسات من كتاب قلق السعي إلى المكانة - الشعور بالرضا أو المهانة > اقتباس

❞ لقد لاحظَ الفلاسفة منذ أمدٍ بعيد أننا حينما نشرع في تقصّي آراء الآخرين وامتحانها، غالبًا ما نتوصّل إلى اكتشافٍ يُحزننا وفي الوقت نفسه يُحررنا على نحوٍ مثير للفضول: سوف نفطنُ إلى أن آراء أغلب الناس حول أغلب الموضوعات تحفل بثغرات استثنائية من الخلط والخطأ عبّر شامفور عن موقف أجيالٍ من الفلاسفة الكارهين للبَشر، السابقين واللاحقين على السواء، حينما قال بكل بساطة: «الرأي العام هو أسوأ رَأي على الإطلاق» ‫ حسب شامفور فإن القصور الكبير ينبع من إحجام العامة عن اختبار أفكارهم بصورةٍ قوية ومنطقية، وميلهم بدلًا من ذلك للاتكال على الحدس والعاطفة وحُكم العادة «للمرء أن يكون على ثقةٍ تامة من أن كل فكرة يتبناها عموم الناس، وكل تصوّرٍ يتلقفونه، سيكون ضربًا من الحماقة والبلاهة، وذلك لمجرد أنه كان قادرًا على اجتذاب الأغلبية إليه»، هكذا رأى الرجل الفرنسي، مضيفًا أن ما نُسميه على سبيل المجاملة بالمنطق العام هو في الغالب انعدام المنطق العام، يعاني على حالته هذه من التبسيط المفرط وخلل المنطق والتحيّز والضحالة: «إن أشد العادات مجافاةً للعقل وأسخف الطقوس والشعائر تسري في كل مكان بلا حجّة غير التذرّع بعباره لكن تلك هي الأعراف والتقاليد. هذا بالضبط ما يردده أبناء قبيلة الهوتِنتوت الأفريقية عندما يسألهم الأوربيون لماذا يأكلون الجنادب ويلتهمون قمل أجسادهم. تلك هي الأعراف والتقاليد، هكذا يفسّرون كل أمر». ❝

--------------

- قلق السعي إلى المكانة الشعور بالرضا أو المهانة

- آلان دو بوتون

هذا الاقتباس من كتاب