نادي القلق > اقتباسات من كتاب نادي القلق > اقتباس

"يمكن تحمل كل الأحزان إذا ما جعلناها في قصة وإذا ما رويناها في شكل حكاية."

هذه النصيحة التي أسداها له دكتور جلال أمين، والمفضلة لدكتور جلال الشايب والتي يبحث في شأنها، على ما يبدو منذاك الحين.

- هل تتصل كل الموجودات ببعضها البعض؟

إن سلمنا جدلا بأن هذه الفرضية الدقيقة على شيء من الصحة،،فأول سطر يخطه الكاتب في حياته (يوميات، سيرة ذاتية، مقال، برقية تهنئة/ تعزية، بوست، تويتة، مسودة محاضرة...)،يصلنا تلقائيا بآخر سطر لديه هنا بين دفتي غلاف هذا الكتاب، ٢٤ مقالة، سمها كذلك إن شئت، أو بوست استطال قليلا ليكون على هذه الحال من الاستقامة الفكرية والتواصل مع القارئ لاسدائه خلاصة موروثه في التفكير، لتدرك مستوى أو تطور سطور الكاتب، سأعقد مقارنة بينه وبين مؤلف سابق عن الثورة تجده على أبجد -دفتر الغضب- لتجد لغة مغايرة هنا في نادي القلق متعمدة، ومدروسة، ففي دفتره السابق نقل لنا الدكتور يومياته خانة بخانة، ودون مقدمات عن شخصه الكريم فقط هو عين حية عاصرت لحظات ضرورية، يوميات يسجل فيها لحظات سبقت أو تلت ثورة يناير المباركة، ينقل لنا فترات استراحته في المشاوير لهنا أو هناك، وشحن بطارية الكاميرا -هو- من حين لآخر بأسلوب لا يخلو من الصراحة والبساطة التي تجدها في أسلوب كتابة اليوميات، أو كشخص يكتب لنفسه.

في نادي القلق، شأن آخر، فبعد رواية سابقة فريدة في منحاها "عناق على كوبري قصر النيل" يتلون سرد جلال الشايب ويتنعم بحلياته الخاصة، فيخبرك بكاميرا سينمائية عن مقلب صنعه في حما شقيقته، تسبب فى حبه العاتي للاطلاع والقراءة، في مقالة أخرى يسرد عليك حكاية عن بيكاسو لا تخلو من طرافة، ليخبرك بعدها عن سر شعبية دكتور أحمد خالد توفيق، ثم يقنعك في النهاية أن الانسان لا يتعلم إلا من أخطاءه، ابتدرنا -بداية- بقلقه المزمن الذي انتبه له بعد أن خاض فيه حربا ضروس.

طيب الفرق بين الكتابين ليس زمنيا وحسب، إنما هو امتلاك لناصية كل فن أدبي على حدة، جلال الشايب كاتب كما يقول هو عن نفسه، يكتب بأكثر من أسلوب، بقدرة على التفرقة بين كل صنف دون تعنت أو تقعر مع حرص شديد على دقة اللغة وأناقتها وثراءها.

في روايته اتخذ منحى مغايرا لا يشبه يومياته ويتفوق في سرديته هذه بمراحل عن كتابه الحالي نادي القلق، يتقن كذلك أسلوب كتابة الفيس بوك بتواضع ودون تصنع، ينطبق في رأيي المتواضع على جلال الشايب لقب الكاتب المثقف، والذي لا أجد مناص من استخدام تعريف سلامة موسى له:

"وأخيرا هل نستطيع أن نقول أن الرجل المثقف هو الذي يجعل حياته ثقافته، أو ثقافته حياته، يؤلف بين الاثنتين ويمزجهما، لكن ليس كمزج الزيت بالماء، وإنما كمزج الأكسجين بالأيدروجين حتى يخرج منهما مركب جديد هو الماء؟"

مشاركة من Nahla Khlil ، من كتاب

نادي القلق

هذا الاقتباس من كتاب