ماجدولين > اقتباسات من رواية ماجدولين > اقتباس

وبعد؛ فأي مقدورٍ من المقدورات تضيق به قوة الله وحكمته؟ وأي عقلٍ من العقول الإنسانية يستطيع أن يبدع في تصوراته وتخيلاته الذهنية فوق ما تبدع يد القدرة في مصنوعاتها وآثارها؟ وهل الصور والخيالات التي تمتلئ بها أذهاننا وتموج بها عقولنا إلا رسومٌ ضئيلة لحقائق هذا الكون وبدائعه، ولو أن سامعًا سمع وصف منظر الشمس عند طلوعها، أو مهبط الليل عند نزوله، أو جمال غابة من الغابات، أو شموخ جبل من الأجبال، ثم رأى بعد ذلك عيانًا ما كان يراه تصورًا وخيالًا، لعلم أن جمال الكائنات فوق جمال التصورات، وحقائق الموجودات فوق هواتف الخيالات؛ لذلك أعتقد أني ما تخيلت هذه السعادة التي أقدرها لنفسي إلا لأنها كائنٌ من الكائنات الموجودة، وأنها آتية لا ريب فيها.

مشاركة من Huda AL-Akari ، من كتاب

ماجدولين

هذا الاقتباس من رواية