الكرنك > اقتباسات من رواية الكرنك > اقتباس

يوجد في وطننا دينيون، وهؤلاء يهمهم قبل كل شيء أن يسيطر الدين على الحياة، فلسفة وسياسة وأخلاقا واقتصادا، وهم يرفضون التسليم للعدو ويأبون المفاوضة معه ولا يرضون عن الحل السلمي إلا أن يحقق لهم ما يحققه النصر نفسه، أو فإنهم ينادون بالجهاد، ولكن أي جهاد؟ تراهم يحلمون بخوارق الفدائيين أو بمعجزة تنزل من السماء. وقد يقبلون السلاح الروسي وهم يلعنون الروس وبشرط أن يجيء دون قيد أو شرط، ولعلهم يفضلون حلا سلميا مشرفا يتحقق بتدخل أمريكا وينهي علاقتنا بروسيا الشيوعية نهائيا.

‫وصمت لحظات ثم واصل:

‫- ويوجد يمينيون من نوع خاص، يتمنون التحالف مع أمريكا وقطع العلاقات مع روسيا، ويرضون بحل سلمي مع تنازلات لا مفر منها، ثم يحلمون بالتخلص من النظام الحالي، والعودة إلى الديمقراطية التقليدية والاقتصاد الحر.

‫ويوجـد شيوعيون - والاشـتراكية فصيلة منـهم - يهمهم قبل كل شيء - الأيديولوجية وتوثيق العلاقات بروسيا، ويرون أن خير الوطن وتقدمه لن يتحققا إلا من خلال الأيديولوجية ولو طال الانتظار، ولذلك فهم يرحبون بالحل الذي يرسخ الاتجاه نحو الشيوعية وروسيا سلما كان أو حربا، أمام الحالة التي يطلق عليها اللاسلم واللاحرب.

مشاركة من Enas Al-Mansuri ، من كتاب

الكرنك

هذا الاقتباس من رواية