بودا بار > اقتباسات من رواية بودا بار > اقتباس

‫ بوذا يُمثل حضور الله عند البوذيين، لذا فكرت أن هذا التجاور بين المطلق والملموس، ربما هو الذي جعل من موسيقى «بودا بار» تحظى برواج مثير عند مستمعيها، كما حظيت الأماكن التي حملت الاسم ذاته بخصوصية تميز المكان مع ديكورات وألوان تستدعي الغموض في حضور تماثيل بوذا، وغياب موسيقى «الزن». في سنوات مراهقتها عرفت موسيقى «بودا بار»، وأحبتها جدا، ظلت تستمع إليها لسنوات، لاحقا وهي في نيبال حين حضرت الصلاة البوذية في أحد المعابد، واستمعت لموسيقى الزن، أدركت أنه لا صلة تجمع بين الموسيقى الغربية التي تسمعها، وتلك الأصلية القادمة من أعالي جبال التيبت، التي تؤلف بين نقرات آلة تشبه الدف، وأصوات الطبيعة، وهمهمات الصلاوات البديعة.‬

‫ استعادت للحظات ذكرياتها مع تمارين اليوغا، وجلسات التأمل الطويلة، وانهماكها لسنوات في القراءة عن بوذية الزن… كل هذا يبدو بعيداً جداً عنها الآن، كما لو أنه حدث مع فتاة أخرى. لكن ظلت معها كلمات المانترا التي استقرت في داخلها، وكررتها مرارا. ساعدتها موسيقى تلك المانترا على تجاوز صعوبات كثيرة، كانت تتساقط من داخلها، وتتلاشى في فضاء الكون الشاسع، فلا يبقى لها إلا الانتظار والتسليم.‬

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

بودا بار

هذا الاقتباس من رواية