الكل يقول أحبك > اقتباسات من رواية الكل يقول أحبك > اقتباس

‫ كانت ليلة الثلاثاء الرابع من سبتمبر ٢٠٠١، وكانت المرة الأولى التي تصيبني فيها نوبة ذعر. أخبرني أبي بنبأ سفر بسّام وكأنه خبر عابر. أنهيت الحديث مع صديقتي بذهن مشتت وانسحبت إلى غرفتي. في تلك الليلة، عزمت على أن أغلق باب الاجتهاد في الحب. وأن أعثر على الرجل المناسب للزواج بغض النظر عن المشاعر والرغبات. بحسبة علمية بسيطة، أدركت أني الخاسرة في العشق. كتبت رسالة على الإيميل لبسّام ولم أرسلها. انتظرت أن يخبرني بنفسه بنبأ سفره المفاجئ. نمت واستيقظت وقد ضاقت أنفاسي وبدأت في البكاء وأنا أدور في الغرفة. ثم قضيت الأسبوع التالي في الفراش، منهكة، أنام وأصحو للأكل فقط، وأبي يعتقد أن سفره هو السبب في شقائي. مع نهاية الأسبوع، انتهى كل شيء. استيقظت وفتشت في قلبي عن موضع الألم فلم أجده. انطفأت مشاعر الحب واللهفة وعذابات الغياب، وحل محلها غضب مكتوم ولوم وعتاب، لنفسي قبل كل شيء، وله لأنه كان يعرف النهاية منذ البداية. ثم قرار حاسم لم يتغير منذ تلك اللحظة وحتى اليوم، أن أكتفي بالزواج عن الحب. أن أجرب وصفة بسّام في نموذج الحياة الزوجية السعيدة.

‫ في اللحظة التي أفقت فيها على حقيقة مشاعري الجديدة، حدثت كارثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك. نقلتني الأحداث بفعل السحر وبهول الأسى الكوني لمنطقة أخرى خارج ذاتي. انغمست في العمل بشكل كبير وعن عمد، اشتركت في مجموعات صغيرة لمواجهة أخطار العنصرية ضد العرب، ثم بعد رحيل أبي إلى الإسكندرية، شرعت في البحث عن شقة صغيرة قريبة من محل عملي، وحثني خالي على التفكير في مستقبلي كشابة في مقتبل العمر مهددة بالتعاسة بسبب خطأ لم تتعمد ارتكابه.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

الكل يقول أحبك

هذا الاقتباس من رواية