التداوي بالفلسفة > اقتباسات من كتاب التداوي بالفلسفة > اقتباس

إننا لا نستطيع أن نعيش جيدًا إذا لم نكن قادرين منذ الآن على تقبّل موتنا الذي قد يأتي في آخر العمر، وقد يأتي في أي لحظة. لماذا؟ لأنّ الحياة نفسها عبارة عن ميتات متتالية. فلا شيء فيها يعود كما كان، كل الحفلات تنتهي، كل الأعياد تنتهي، كل القصص تنتهي، كل حكايات الحب تنتهي. إننا في كل لحظة نموت في عالم بكل معالمه وذكرياته، ونولد في عالم آخر بكامل مخاوفه وآماله. أن نتقبّل فكرة الموت النهائي معناه أن نتقبل الميتات التي تؤلّف صيرورة الحياة: لحظات الوداع، قرارات الاستقالة، إجراءات الهجرة، تدابير الانتقال، إلخ. فليست الحياة نفسها سوى ميتات متتالية. لذلك نقول أيضًا، ضدّ الحياة ليس الموت، ضدّ الحياة الولادة. وإلا فإن صرخة الولادة ليست سوى تعبير عن نوع من الموت، إنها لحظة انقطاع الحياة المشيمية، إنها بكلمة أخرى لحظة الانفصال عن جنة الرحم

مشاركة من Abdullah Zaied ، من كتاب

التداوي بالفلسفة

هذا الاقتباس من كتاب