إيران من الداخل > اقتباسات من كتاب إيران من الداخل > اقتباس

قال الراوي: عندما وصل هاني الحسن، مستشار عرفات ليكون أول سفير لفلسطين في طهران الثورة، أنزلوه والوفد المرافق معه في أكبر قصور رجال الشاه، قصر أمير عباس هويدا، الذي كان رئيس وزراءه الأثير 13 عاما، وهو القصر الذي أصبح مقراً لرئيس الجمهورية فيما بعد.

كان وصولهم في المساء، ووسط مشاعر الحفاوة البالغة التي أحيطوا بها، لم ينتبه أحد إلى مسألة إعداد عشاء لهم. ولما حل الظلام وشعر أعضاء الوفد بالجوع، علم أحد المرافقين الإيرانيين بالأمر، فخرج ليستحضر لهم طعاما.

أوقفوه عند أول حاجز أمن أقامه رجال الكوميتات في الشارع المؤدي إلى القصر. ولما أوضح لهم حقيقة مهمته، فوجئوا وصدموا، حتى اغرورقت عينا أحدهم بالدموع، وقال بأسى وهو لا يكاد يصدق: الفلسطينيون هنا في طهران جائعون، ولا يجدون عشاء لهم؟ ركض الشباب يبلغون الواقفين عند الحاجز التالي، وانتقل الخبر من حاجز الى حاجز، حتى شاع النبأ في طهران، وحدث "استنفار" في العاصمة لمحو هذا "العار"!!

أضاف محدثي الذي كان عضوا في الوفد، أنهم فوجئوا بعد ساعة بمواكب الإيرانيين الذين هرولوا إلى القصر حاملين ما عندهم من طعام، ولم ينم أعضاء الوفد الليل بطوله، لأنهم ظلوا يستقبلون أوعية الطعام الضخمة التي تقاطرت عليهم من كل صوب، بعدما هب الإيرانيون يذبحون ويطبخون ويتسابقون في تقديم تلال اللحوم والطيور وجبال الأرز، وسلال الفاكهة والحلوى، إلى الوفد الفلسطيني!

مشاركة من نزار الدويك ، من كتاب

إيران من الداخل

هذا الاقتباس من كتاب