“رأسك خشن يا صالح الزوفري، يا وليد البراريك مثل أحجار الوديان… ماذا يا صالح، يا آخر سلالة بين هلال، أيها القمح البليوني، بدأت تتفسخ مرغماً، وتسقط من عينيك كل الأشياء الجميلة التي أنبتها في قلبك الشهدا...
غراهام بليك، في الثالثة والأربعين من عمره. ماتت أمه عنه عندما كان في السادسة من عمره وخطف الموت والده عند بلوغه الثامنة عشر. أبٌلطفلين، صبيٌ وفتاة. مطلّق. سعيدٌ بطلاقه. أعني أن طلاقه مرّ بسلام، دون خي...
في المنطقة المؤمنة لم يعد لبندقية الكولونيل ما تصطاده، إلا بياض النوارس، البياض المحمل جداً بالذكريات. إنه يجهد نفسه معى كلبه في رمي هذه الطيور السيئة، ولكن ستكون هناك النورسة الوردية، والمأساة. في ال...
(( انتهتِ الحربُ وعدتُ إلى طفولتي ؛ إلى القرية والصيادين وكتبِ الشعر التي ورثتها من ثقافة معلمي في المدرسة الابتدائية. وعلى جسد الورقة الصفراء يتثاءب الخريف وتتدثرُ واحدةٌ عارية بمعطف رغبتها ، فيسألني...
«لا شيء يعجبني!»، قالها سابقاً محمود درویش
أما أنا فلا شيء يعجني لأنك لست معي
لا شيء يعجبني في غياب عينيك العميلتين الزاخرتين بالأسئلة
لا شيء يعجبني دون يديك المعطرتين برائحة الدم والفقراء والأرض
...
ليست مجرد رواية عن الحب، بل هي حكاية الألم العابر بين طيات الذاكرة المنهكة، والقراءات المثقلة بإرث العصور.
إنها حوار متشابك بين العقل والقلب، وصراع ممتد بين الروح والجسد، حيث ينتصر الحبر على الورق، ل...
كان عليّ النّزول في هامبورغ وانتظار القطار العائد باتجاه دورتموند والذي سيصل في الصّباح الباكر إذ لا قطارات بعد منتصفِ الليل.
بعد جهد جهيد استطعت إفهام المراقب بما حدث لي فأخذ بطاقتي ووضع عليها إشار...
دون أن تعي بما حولها أخذت تنظر صوب نقطة بعيدة، إلى فراغ شاسع لاحدودَ له، سارحةً بذهنها ،تحت سحابة من الأمنيات المستحيلة التي كانت تترجى فيها أن يعود ولو ثانية واحدة، إلا أن حسرة قوية اعتصرت قلبها، مثل...
قد لا يكون هذا التحليلُ والتصوّر الذي احتوته الدراسات كلها منتميةً لهوية البارك الأجنبي ، ولكنها مؤشر إلى أنَّ الأيام القادمة من نِتاجنا الثقافـي لن يُكتب فيها شيءٌ بمعزل عن حضور البارك الأجنبي فـي نّ...
يقول أهالي المدينة إن المقبرة كانت واحدة من أجمل البقاع، لما كانت تحويه من حدائق الورد والعشب، وبالرغم من أنها مقبرة، إلا أنها كانت مكاناً مريحاً للتنزّه والتمتّع بجمال المكان وهدوئه، بالرغم من أنه يق...
لم يمضِ على وصولنا يومان حتى كانت المكيدة في انتظاره، وبدموعٍ من فضةٍ ونحيبٍ كنتُ أنا مع الواقفين، وكان معي كلُّ أصدقائه في صفحة الفيس، وأكثر من صعد نحيبه الأرامل اللائي كان أزواجهن شهداء حرب، أو ضحاي...
هي: أن أعود إلى الدنيا.
هو: تعودين للدنيا! لماذا؟
هي: شعرتُ بضرورة التكفير عن الخطايا، فمداينات البشر هي أكثر ما يُتعبني ويرهق الإنسان عموماً حتى في مماته. قد يغفر لك الربُّ أخطاءك وزللك، ولكن تلك الم...
"تسرد ناتالي الخوري غريب في هذه الرواية سيرة ذوات منكسرة ومسحوقة تعذر عليها مقاربة الحياة بكثافة، ذوات مريضة بالخسارات والخيبات والوعود المتخثرة. وهذا مايفسر خوف تلك الكائنات من الحُبّ بعد أن سُلبت كل...
" لا وقتَ للوقتِ الآن
توقَّفتْ ساعةُ العالمِ عن الدوران.
لولا السَّأمُ الذي أمرُّ به....
لما كتبتُ عن الأشياءِ التي تثيرُ الجدل.
أتمدّدُ في فقاعةِ صابونٍ ولا أخافُ أن تنفجر...!"
أراد الناس الهروب من الخواء
فعمَّروا المدن الكبيرة
وصاروا مسنناتٍ ومطارق وحقائب وقبَّعات.
...
أراد أهل المدن أن يعودوا إلى الطبيعة
عندما تكسَّرت عظامهم
فملأوا شرفاتهم بالورود والعرائش
وربَّوا قططاً وك...
أشكرُ صداقتك يا قمر! كنتَ الليلةَ خيرَ صديق. زهوتُ بك. ولا أُخفيك، عندما كنتُ على المنصَّة، شيءٌ ما في داخلي كانَ يتغيَّر، الجمهورُ يراقبني ويتابعني بدهشةٍ وأنا كنتُ أتغيَّر، خطواتي ذابتْ مع أشعَّتِك ...
أُدير وجهي للعابرين
ثمّة شيءٌ ما يمنحني الخفّة
كأنّي روحٌ تصعد
كأنّ شيئاً يُبعثُ في جسدي
يراهن على الرغبةَ
بأني سوف أُولد من جديد
بيد خزّاف.
الغابةُ فارغة
والسنونو يلعبُ وحيداً
أغنّي عن ماضينا البعيد...
انتهى الدوام الرسمي في المعهد حوالى الساعة الرابعة عصراً وكنت أفضّل أثناء عودتي إلى السكن الجامعي المرور في ذلك الطريق المظلم الرطب الذي يفصل مبنى المعهد عن مقبرة ترتفع عنه بمقدار موت ورهبة، إنّه طري...
كان ينبغي أن تسميني أمي علاء الدين بدلاً من نافذ علان. وكان على علاء الدين هذا أن يطلب يد حبيبته من والدها فيقول له: إذا أحضرت لحبيبتك حليب البلابل من جزر واق الواق تكن لك. وحتى يصل علاء الدين الى غاب...
هذا الكتاب دراسة موضوعية لرواية “وليمة لأعشاب البحر” تنفي عنها تهمة الإلحاد والمساس بالذات الإلهية، وتؤكد أنها رواية تنتصر لقيم الإسلام في الاستقلال والعدالة والتحرر. تستعرض الدراسة وتحلل وثائق المعرك...
رواية "جوبلين بحري" أشبه بلوحة فسفسائية كاملة ومتكاملة، جميلة ومرتبة، كتبت بلغة شعرية وشاعرية، وذات طابع فلسطيني بامتياز، تطرح قضية الصراع الفلسطيني- الصهيوني المتواصل، ومحاورها الأساسية تشكل رؤية دعا...
"هكذا يمكن أن تعيش هذا العذاب كلما فقدت أحدهم.. أباً أو أخاً أو أختاً أو صديقاً عزيزاً أو أي شخص صار جزءاً من حياتك.. فما بالك إذا فقدت هؤلاء جميعاً.. يصبح عندها وجودك فراغاً متتابعاً من المواقف والأي...
روحي تتطايرُ منّي
لا أدري من سرقَ القَبس
الظلمةُ أحلكُ من أن تشقّها أغنيَتي
لا أدري من أخمَدَ النجوم
هناكَ من سرقَ هالتي البيضاء
و رماني في بئرٍ بلا ماء
هناكَ من طعنَ الطفلةَ في دمي
و رمى بدُميَتها في...
يصيبني الخوف كلّما تحرّكتُ من مكاني، إنّني مخلوقٌ رخوٌ، بلا قوّةٍ، في وسطٍ لزجٍ، لا أجدُ مستقرّاً يورثني السّكينة فوق تلك البطانة الدّافئة، التي سقطتُ عليها سقوطي المرهف الأوّل، والذي كان بلا ضجيج.
كن...
" إنها غوصٌ حميمٌ غنائي سردي في شخصيةِ النبي محمد، نبي الإسلام، حيث تتجسدُ البطولةُ في المفرداتِ الإنسانيةِ الطفوليةِ الأولى، وتنمو بشكلٍ درامي صدامي مع الواقعِ والآخرين، في نأيهِ عن عبادةِ الأحجار و...
تتحرك ميلينا مطانيوس عيسى، في نصوصها الجديدة، بمأثرة الاتكاء على الجماليّ المقدّم في التجلّي الإبداعي الشعري، وبأثر ذات شعرية ملتبسة على أناها، وهي تخلق عالماً تتشابك فيه العناصر الإبداعية والرؤى التي...
من قال: إن الورد لا يبكي ويبكينا معه
من قال: إن الورد لا يشكو إذا لمسته كف موجعة
من قال: إن الورد لا يرتاع
إن دهمته عاصفة
تقصف أضلعه؟
من قال: إن الورد
لا يتلو تراتيل الهوى متبتلاً
يرنو إلى الخلّاق فيم...