الجنين - ميادة صابر الحجار
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الجنين

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

يتملكني الخوف مع كل خطوة أخطوها بعيدًا عن مكاني، أشعر أنني مخلوق رخو، بلا طاقة، غارق في وسط لزج لا أجد فيه أي ملاذ يمنحني السكينة، فوق تلك البطانة الدافئة التي احتضنتني في سقوطي الأول الرقيق، ذلك السقوط الهادئ الذي مرّ دون أي ضجيج. كنت في اليوم العاشر من رحلتي المتدحرجة في أنابيب لا أستطيع رؤيتها، لكنها كانت هناك، أحس بها. مددت جسدي كله داخل هذه البطانة الحانية، باحثًا عن موطن ثابت، فأحسست بسائل أحمر داكن يتلألأ كلما حاولت التوغل أكثر، فأصابتني رهبة من تدفقه الجريء، فتراجعت إلى ركنٍ أظلم وأرطب. لم أعرف ذلك السائل اللزج من قبل، لكن رائحته كانت فظيعة، فتجنّبته بكل قواي. اجتاحني فجأة صخبٌ من الحيرة، وبدأت أتأرجح بين اندماجٍ واستقرار في هذا المكان الذي سأكتشف لاحقًا أنه الوحيد الدافئ على سطح الأرض، وبين الابتعاد خشية أن يغرقني هذا اللون الصارخ. تواصل جهدي لساعات، ومع تتابع قطرات الدم التي غمرَتني، تعودت على وجودها كما لو كانت جزءًا مني. حينما أصبح المكان كافيًا لأحتضن نفسي وأستلقي، تنفست الصعداء، واختفى عني الإحساس بالاهتزازات المفاجئة والتدحرج الماكر. نمت في حفرة داخل جدار امرأة، رأيتها لأول مرة من الداخل، كانت تجلس في زاوية ما، تلمس ثدييها المحتقنين، تعاني الألم فيهما. حاولت التوغل في إحساسي أكثر، لكن خجلي حال دون ذلك أمام شعوري بأصابعها الطويلة التي تضغط على حلمتيها البنيتين، اللتين ستغذيني لاحقًا بحليبٍ وصخبٍ وحياة. أغلقت روحي بعزم، وقررت أن أحتفظ بكل التفاصيل الواسعة والصغيرة التي أعيشها الآن. بدأت أستيقظ لوجودي، مُغطى بحماقة عظيمة؛ فالحب يقتضي أن تبقى على قيد الحياة، والولاء للحقيقة يطالب بالسعي لامتلاكها كاملة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4 1 تقييم
13 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية الجنين

    1