الطريق الطويل إلى هامبورغ
تأليف
عبدو خير شمس الدين
(تأليف)
كان عليّ النّزول في هامبورغ وانتظار القطار العائد باتجاه دورتموند والذي سيصل في الصّباح الباكر إذ لا قطارات بعد منتصفِ الليل.
بعد جهد جهيد استطعت إفهام المراقب بما حدث لي فأخذ بطاقتي ووضع عليها إشارة خاصّة، أفهمني أنّني باستطاعتي العودةُ بالقطار التّالي إلى دورتموند دون الحاجة لشراءِ بطاقةٍ جديدةٍ كما هو المتوجّبُ أصلاً. جلستُ على المقعد الخشبيّ في زاويةٍ مظلمةٍ أرتعدُ من البرد. اكتشفت ساعتها أنّ نسيان الماضي أمرٌ مستحيل، لكن عليّ أن أحاول ألّا أجعله يؤثّرُ على مستقبلي.
أمامي الكثير لأفعله لكنْ عليّ أن أنظر للأمام، فأنا وصلت لتحقيق حلمي ولا يتوجّبُ عليّ أن أكدّرَ هذا الحلم بماضي المليء بذكريات كلها ألم، وكلّها حزنٌ على فراق الوطن والأهل والأحبّة.