رجل وجهته نحو الشمال
تأليف
ناصر الظاهري
(تأليف)
تركت «مارسيليا» في ذلك اليوم متوجّها إلى «ليون» وقد أنستني إيّاه السّاعات والحركة، لكنّه زارني ليلا بالسحنة الترابية نفسها التي ناظرني بها، مثل كابوس ثقيل بالألم، ومحاولات الخلاص، والنّجاة في أخر اللحظات، فالعادة لا يتعارك شخص مع كابوسه الجاثم على صدره، ويغلبه وسط التشنج، وانعدام القوة المنهارة، وأشياء كثيرة تكتف الحركة، ولا تجعلك مثل نفسك، كان وجه صلصال الطين القديم وعراك طال في ظلام ذلك الليل، يبيّن بالنظرة الشاخصة لرجل عاد من رماد الدفن والحرق نفسها، ثم ينهار في الخفاء!