اقتباسات من رواية مع مرتبة الشرف

لا أنسى ذلك اليوم أبدًا، ففيه انطلقت الشَّرارة التي أضاءت أروقة عقلي. لم تكُن كلمات الدّكتور «زويل» هي التي علقت بذهني، بقدر تأثُّري بحديث العلماء. تلك الشَّرارة خلَّفت حريقًا لا ينطفئ، وشغفًا لا ينتهي لسماع المزيد.

ستتعلَّم الكثير خلال مشوار الألف ميل. تذكَّر خطواتك بدقَّة، ودَوِّن العقبات والصُّعوبات. لا تنسَ أبدًا كيف اجتزتها، الواحدة تلو الأخرى. تذكَّر جيِّدًا أفضل الطُّرق للوصول؛ فيومًا ما ستَصِف الطَّريق لآخرين. تأكَّد أنَّك عند نهاية المشوار، لن تكون أبدًا نفس الشَّخص الذي بدأ.

للحياة نهاية واحدة وبدايات مُتعدِّدة! الولادة بداية، الحُبّ الأوَّل بداية، الاستيقاظ صباحًا بدايةٌ جديدةٌ ليومٍ قد تتغيَّر معه حياتك. الهجرة لبلدٍ جديدٍ بداية.

تأكَّد أنَّك عند نهاية المشوار، لن تكون أبدًا نفس الشَّخص الذي بدأ.

لا تقلق؛ ففي مشوار الألف ميل، ستجد علامات تُؤكِّد أنَّك تسير في الاتِّجاه الصَّحيح. ستحدُث المعجزات دون حوْلٍ منك ولا قوَّة. سينشقّ البحر لتَعْبُر. أعظم المشاوير هي تلك التي تُدرِك فيها وجهتك جيِّدًا، لكنَّك لا تعرف على وجه الدِّقَّة ما ستجده هناك. دَعِ الفضول يقودك، وتأكَّد أنَّ نتيجة الرِّحلة ستكون أفضل وأهم ممَّا تتخيَّل.

في حياة كلّ إنسانٍ مرحلة يتغيَّر فيها إدراكه لما يحدُث حوله. يُصبِح كمَن ارتدى نظارةً طبيَّةً للمرَّة الأولى في حياتِه، فرأى الدنيا كلها أكثر وضوحًا. أو كشخصٍ رأى العالَم مِن زوايا عدّة، فأصبح مُؤهَّلًا لإعادة التَّفكير والتَّقييم واتِّخاذ قراراتٍ مُختلفةٍ.

الكتابة هي الوسيلة الوحيدة لتحويل لحظةٍ مرَّت سريعًا للحظة خالدة تعيش طويلًا، يتعدَّى عُمر تلك اللحظة أعمار مَن عاشوها بسنواتٍ طويلةٍ.

للحياة نهاية واحدة وبدايات مُتعدِّدة! الولادة بداية، الحُبّ الأوَّل بداية، الاستيقاظ صباحًا بدايةٌ جديدةٌ ليومٍ قد تتغيَّر معه حياتك. الهجرة لبلدٍ جديدٍ بداية.

اعلمْ أنَّ المشوار طويل، ومِن السَّذاجة أن تظن أنَّ الانطلاق جريًا نحو الهدف البعيد، سيجعلك تصل سريعًا. الوصول للأهداف الكبرى، يتطلَّب تخطيطًا ونَفَسًا طويلًا. لا بأس بالتوقُّف على فتراتٍ للرّاحة. في بعض المواقف، ستُجبَر على التراجُع للوراء لتتفادى بعض الصُّعوبات، لكن تذكَّر جيّدًا طوال الوقت أن تُبقي عينَيْك مُعلَّقتين بالوجهة والهدف.

أُحبّ دائمًا الذكريات الأولى التي تنطبع في القلب ولا تتغيَّر. مهما حدث، فستظلّ هي الأولى، ولن يسبقها أحد.

في الحياة ثمَّة لحظات لا تُنسى. تمرّ السّنوات وتبقى بعض الذِّكريات واللقطات والأحداث كشريط سينمائي لفيلمٍ مُسجَّلٍ بالذَّاكرة، نُعيده طوال الوقت. بين مواقف وشخوص، تتجمَّد الصّورة أحيانًا عند لقطةٍ واحدةٍ. لحظة عابرة مرَّت سريعًا، لكنَّها نُقِشت في الذَّاكرة. وقت وقوعها لا نُدرك أهميَّتها. كُلّما مرّ الزّمن، تزداد قيمة تلك اللحظة، ونشعُر بالحنين إليها ونُعيدها مرارًا في ذاكرتنا

أنت لست أوَّل مَن يقطع مشوار الألف ميل، فقد قطعَه كثيرون قبلك. إيَّاك أن تظن أنّ الطَّريق مستقيم وواضح، ستُقابلك العقبات والصُّعوبات. في الطَّريق، تتناثر جُثث هؤلاء الذين لم يُكمِلوا ويئسوا وانتظروا الموت. اسأل وتعلَّم ممَّن سبقوك، قبل أن تخطو خطوتك الأولى، وعليك أيضًا أن تعثر على رفيق، بعد تأكُّدك أنَّ رحلتكما واحدة.

الأصعب مِن اختيارك خوض مغامرةٍ في طريق مجهول، هو أن تُقرّر اجتياز الطّريق وحدك تمامًا.

هم يُمثِّلون أنَّهم يُعطوننا رواتب، ونحن بدورِنا نُمثِّل أننا مِن كبار العلماء، والعرض مُستمرّ!

‫ شعرتُ كمَن يغرق المحيط، لم أخَف مِن الغرق، فأنا أُجيد السّباحة.

أعلم جيدًا أنَّ مَن اختار طريق العِلم مِن الأسماء التي ذكرتُها، جاءت نهاياتهم مأساويّة إلى حدّ ما، لكن بالتَّغاضي عن تلك النّقطة، فالتَّاريخ يذكُرهم بحروفٍ مِن نور. تمنَّيت أن أضُمّ اسمي لأسمائهم يومًا. سيظل ذلك هو حلمي وعهدي لأبي وأُمّي.

أعلم جيدًا أنَّ مَن اختار طريق العِلم مِن الأسماء التي ذكرتُها، جاءت نهاياتهم مأساويّة إلى حدّ ما، لكن بالتَّغاضي عن تلك النّقطة، فالتَّاريخ يذكُرهم بحروفٍ مِن نور. تمنَّيت أن أضُمّ اسمي لأسمائهم يومًا. سيظل ذلك هو حلمي وعهدي لأبي وأُمّي.

- يا صديقي العزيز، العلماء لا يروْن المستقبل، العلماء هم مَن يصنعونه.

عجيب أمر «العِلم»، كُلَّما زاد علمُك، شعرتَ بأنَّ معرفتك ضئيلة، عكس الجاهل الذي يُراوده إحساس غير مُبرَّرٍ بالمعرفة.

المعرفة الإنسانيَّة تتَّسع. الأموال تكثُر وتفيض، بينما يزداد الفقر. العالَم يُصبح قريةً صغيرةً مُتَّصلة، بينما تتباعد القلوب. تنتشر الأديان والأعراف، بينما تندر الأخلاق. في كُلّ مكانٍ يُغيّرون القوانين واللوائح ليُواكبوا التغيُّرات، بينما تبقى بعض القوانين في بلادي مُقدَّسة، لا تُمسّ لعشرات السِّنين. كل يومٍ يركض العالَم للحاق بركب الإنسانيَّة والتَّقدُّم، ونحن جالسون في هدوءٍ مُتسائلين في تعجُّب: كيف سبقونا؟!