اقتباسات من رواية مبني على الكسر

«الأب النرجسي يرسم عادة الصور المثالية عنه أمام الجميع، حتى يقسموا بأنه لا تشوبه شائبة.. ولكن في الواقع هو أبعد ما يكون عن هذه الصورة، ويحمل أولاده أعباء لا يتخيلها أحد، تأخذ عمراً طويلاً في التخلص منها..»

❞ التاريخ يعيد نفسه فينا لنحمل آلامهم.. ونكسِرَها ❝

الإدراك نعمة لا تزور إلا من يبحث عنها

ساعات الاختلاف بيكون مؤذي، وإن إصرارك إنك ما تبقاش زي حد، بيعميك، وأوقات بيحولك لنسخة أسوأ منه!

تعرف أن البشر دوماً يميلون لإخفاء مخاوفهم عن حواسهم، لأنه ما إن تسمعها الأذن، حتى تتحول من مجرد فكرة لواقع ملموس!

فقد أدركت منذ زمن ليس ببعيد.. أنه ليس كل ما يجول بخاطرها يجب أن يقال، خاصة لشخص سيدير دفة الحديث دوماً لصالحه أياً كان الثمن!

فمن ترعرع بين أسرة سوية إلى حد ما، لن يتساوى مع من شبَّ على كل ما هو غير مألوف، سيصعب عليه فهم ما يدور ببالها، ولن يتخيل في أبعد تخيلاته أن الطبيبة المشهورة بنجاحها الساحق في علاج المئات من الناس، قد فشلت في علاج طفولتها المشوهة!

كل كام جيل، بيجي شخص اتجمع الغضب والألم من الأجيال اللي قبله جواه، بيحس بيها كلها مرة واحدة وبيبقى عايش كإنه شايل حمل مش بتاعه

إلى ابنتي الغالية..

‫ التي لم ألدها بعد..

‫ سأظل أكافح من أجلك يا صغيرتي..

‫ حتى وإن كنتِ حلماً يصعب عليَّ تحقيقه الآن..

نظرت له مباشرة:

‫ - وما حدش بيبدأ صفحة بيضا يا بابا.. واللي قبلها متكرمشة!

‫ اتسعت عينا العجوز.. تراجع في جلسته مبتعداً عنها.. ثم صاح غير مصدق:

‫ - أنا مش فاهمك.. إنتِ عايزة إيه؟ أبو مين؟!

‫ أغمضت عينيها كي تراه بوضوح من كثرة بكائها.. ثم قالت بحسرة:

‫ - أنا (حلا) يا بابا.. بنتك!

رفعت (حلا) رأسها ثم قالت بأسى:

‫ - ما حدش بيختار أهله.. بس بنتجبر نعيش في اختياراتهم كل يوم!

شعرت في تلك اللحظة أنها غريبة عنهم.. بل غريبة عن كل ما هو طبيعي.. وكأنه قد كتب عليها أن ينقصها شيء!

أن الإدراك نعمة لا تزور إلا من يبحث عنها..

أنا مش عايزة أختارك وأنا في سابع أرض.. أنا عايزة أختارك وأنا في سابع سما ومعايا كل حاجة..

فحسب ما درسته أن الإدراك نعمة لا تزور إلا من يبحث عنها..

تحب دوماً لذة التجارب الجديدة.. حتى وإن كانت مؤلمة!

امتلأت عيناها بالدموع فجأة.. لاتعلم لماذا تنهمر سريعاً على وجنتيها بمجرد أن تشعر بقبول مشاعرها!

كيف لهذا الشخص أن يرمم ما لم يكسره؟ وكيف لإنسان أن يبحر في أعماقها هكذا!

تعلم أن من دروس الحياة أن يشعر الإنسان بقيمة ما كان لديه بعد خسارته،

ولكن شيئاً بداخلها كان يصارع.. وكأن روحها بدأت في التمرد عليها من أجل التعافي!