أتعرفون ما الأهمية الحقيقيّة لكل واحد منكم إذا استُشهِد رفيقه؟ ردّ أحدهم، أن يستشهد إلى جانبه، فردّ جدّي: لا، بل أن ينجو ليواصل المعركة التي لم تنتهِ. أفضل ما يمكن أن نقوم به، هو ألّا نسمح للمعارك أن تنتهي، إلّا حين نحدّد نحن موعد نهايتها، ولنهايتها موعد واحد لا غير؛ هو حريتنا.
مصائد الرياح : الملهاة الفلسطينية
نبذة عن الرواية
روايةُ ماضٍ وحاضِر معًا، ضمن روايات مشروع "الملهاة الفلسطينية"، مختلفة، على المستويين الفنّي والدّلالي، حيث الفلسطيني لا يكتفي بحوار قضاياه هنا، بل يتأمّلها وهو يتأمّل قضايا العالم أيضًا ومعنى الوجود البشريّ، عبر نص يفيض متجاوزًا الحدود، لقضية طويلة، مستعادة في قصة حبّ مفاجئ. كل شيء مغاير هنا، في هذه المساحة الممتدّة بين عام 1936 وعام 2021، بأحداث متقاطعة تدور في جغرافيات متباعدة ماديًّا، متقاطعة جوهريًّا، من فلسطين إلى بريطانيا، إلى العالم العربي، وشخصيات يلاحقها الماضي الذي تُخفيه، وأخرى تصرُّ على أن تكون أكثر وضوحًا بعد كلّ محو، مقاوِمَةً المحو، وخيول تعيش ما يعيشه البشر، وتقاوم بغريزتها وبمنطق حريتها الأقفاص والمصائد. ثلاثة أزمنة وثلاثة أمكنة، وثلاثة مسارات، مع "الرّاوي العليم" الذي نراه هنا واحدًا من أبرز الشّخصيات في هذه الرواية، بكامل قلقه وهواجسه وأحلامه، وقوّته وضعفه، وشكّهِ ويقينه، كما لو أنّه قائد أوركسترا، يتجسّدُ كما لم يتجسَّد من قبل، كائنا مُكتويًا بأسئلة الخلود والفَناء والحبّ والموت، وهو يستعيد مسارات البشر مُجْتَمِعَةً على الأرض، ليكون شخصية ممتدة في "ثلاثيّة الرّاوي العليم"؛ "مصائد الرّياح" إحداها، تختلف موضوعات كلّ رواية منها، وتختلف أزمنتها وأمكنتها، وتستقلّ كلّ منها عن الأخرى، عبر تاريخ ممتدّ من بدايات البشرية حتى الغد! موحَّدَةً في الوجود الملموس للراوي العليم، بعيدًا عن لا مرئيته التقليدية. إنها رواية هذا الرّاوي، ورواية الخيول والنّساء اللواتي يلعبن الأدوار الأبرز، ورواية فلسطين باعتبارها جزءًا عميقًا من أسئلة العالم.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 310 صفحة
- نشر إلكتروني ذاتي - إبراهيم نصرالله
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية مصائد الرياح : الملهاة الفلسطينية
مشاركة من Sameh Katfaoui
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Sima Hattab
اسم الكتاب:مصائد الرياح
اسم الكاتب:ابراهيم نصر الله
الناشر:الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد صفحاتها:٣٠٥
تندرج رواية «مصائد الرياح» ضمن مشروع إبراهيم نصر الله الملحمي المعروف بـ«الملهاة الفلسطينية»، لكنها تتميّز بطابعها الفلسفي العميق وانفتاحها على الأسئلة الوجودية التي تتجاوز حدود المكان والزمان. فهي ليست مجرد رواية عن فلسطين بوصفها جرحًا، بل عن الإنسان وهو يواجه رياح الحياة العاتية، ويحاول ألا يقع في مصائدها.
العنوان نفسه — مصائد الرياح — يحمل مفارقة لغوية وشاعرية؛ فكيف يمكن اصطياد الريح؟
إنه استعارة عن محاولة الإنسان القبض على ما لا يُقبض عليه: المعنى، الحرية، الحقيقة، الوطن، والذاكرة. كأن نصر الله يقول لنا منذ البداية إننا سنسير في عالَمٍ تتشابك فيه الحلم بالوهم، والواقع بالرمز، حتى يصبح إدراك الحقيقة نفسه مصيدة.
يستعمل نصر الله أسلوبًا سرديًّا متعدّد الطبقات، يدمج الواقعية بالتخيل الرمزي. اللغة في الرواية شعرية متوترة، مشحونة بالصور والمجازات، حتى في أكثر المواقف قسوةً.
تتحوّل الجمل إلى تيار من الوعي الجمعي والذاتي، ما يجعل القارئ يعيش التجربة لا كحكاية تُروى، بل كرحلة داخل العاصفة.
الكاتب هنا لا يروي فقط، بل ينحت اللغة نحتًا ليصوغ بها وجعًا إنسانيًّا فريدًا.
شخصيات الرواية تتحرك في فضاء غير محدد بدقة، كأنها كائنات معلّقة في مهب الريح، تبحث عن خلاصٍ أو يقين. كل شخصية هي انعكاس لوجه من وجوه الإنسان العربي المعاصر، المتأرجح بين الانكسار والأمل.
تتكرر رموز الريح، الرمال، البيوت، والحدود كدلالات على التحوّل والضياع والبحث الدائم عن الجذور
الرواية عمل أدبي عميق ومركّب، يواصل به الكاتب مشروعه الإنساني في تفكيك التجربة الفلسطينية والعربية من الداخل.
هي رواية تحتاج إلى قارئ متأمل، لا يبحث عن حبكة جاهزة، بل عن تجربة فكرية وشعورية، حيث يتحول الأدب إلى مرآة للروح.
إبراهيم نصر الله في «مصائد الرياح» لا يكتب رواية فحسب، بل يؤرّخ للعاصفة التي تسكن الإنسان.
-
Taghreed Salem
مصائد الرياح" إبراهيم نصر الله
يظهر الراوي العليم كشخصية مركزية تتحرك بين الأزمنة والأمكنة مما تتيح للقارئ فهم عميق للأحداث والشخصيات. يتمتع هذا الراوي بقدرة على التغلغل في عقول الشخصيات، مما يضفي بعدا نفسيا على الرواية. من خلال رؤيته الشاملة، يستطيع القارئ استكشاف مشاعر الشخصيات وتاريخهم، مما يجعل التجربة أكثر عمقا. أحلام في الرواية التي يجتمع بها الراوي مصادفة من خلال عملية ارهابيه في الطابق الثالث من فندق الساحل ، هي الشخصيه التي تمثل الأمل والتحدي تجسد أحلام الرغبة في تحقيق الذات رغم كل المعوقات. تعكس تجاربها و صراعاتها العواطف الإنسانية الأساسية، مثل الحب و الفقد، مما يجعلها قريبة من قلب القارئ.علاقة احلام بالخيل هي برايي تعكس التوق للحرية، حيث يصبح الخيل تجسيدًا للأمل في العودة إلى الوطن .
في النهاية ،بفضل أسلوب نصر الله العميق، يجسد الرواي العليم شخصيات معقدة تعكس تجارب إنسانية حقيقية، مما يترك أثراً عميقاً لدى القارئ.... تستحق القراءة.






