اسم الكتاب:مصائد الرياح
اسم الكاتب:ابراهيم نصر الله
الناشر:الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد صفحاتها:٣٠٥
تندرج رواية «مصائد الرياح» ضمن مشروع إبراهيم نصر الله الملحمي المعروف بـ«الملهاة الفلسطينية»، لكنها تتميّز بطابعها الفلسفي العميق وانفتاحها على الأسئلة الوجودية التي تتجاوز حدود المكان والزمان. فهي ليست مجرد رواية عن فلسطين بوصفها جرحًا، بل عن الإنسان وهو يواجه رياح الحياة العاتية، ويحاول ألا يقع في مصائدها.
العنوان نفسه — مصائد الرياح — يحمل مفارقة لغوية وشاعرية؛ فكيف يمكن اصطياد الريح؟
إنه استعارة عن محاولة الإنسان القبض على ما لا يُقبض عليه: المعنى، الحرية، الحقيقة، الوطن، والذاكرة. كأن نصر الله يقول لنا منذ البداية إننا سنسير في عالَمٍ تتشابك فيه الحلم بالوهم، والواقع بالرمز، حتى يصبح إدراك الحقيقة نفسه مصيدة.
يستعمل نصر الله أسلوبًا سرديًّا متعدّد الطبقات، يدمج الواقعية بالتخيل الرمزي. اللغة في الرواية شعرية متوترة، مشحونة بالصور والمجازات، حتى في أكثر المواقف قسوةً.
تتحوّل الجمل إلى تيار من الوعي الجمعي والذاتي، ما يجعل القارئ يعيش التجربة لا كحكاية تُروى، بل كرحلة داخل العاصفة.
الكاتب هنا لا يروي فقط، بل ينحت اللغة نحتًا ليصوغ بها وجعًا إنسانيًّا فريدًا.
شخصيات الرواية تتحرك في فضاء غير محدد بدقة، كأنها كائنات معلّقة في مهب الريح، تبحث عن خلاصٍ أو يقين. كل شخصية هي انعكاس لوجه من وجوه الإنسان العربي المعاصر، المتأرجح بين الانكسار والأمل.
تتكرر رموز الريح، الرمال، البيوت، والحدود كدلالات على التحوّل والضياع والبحث الدائم عن الجذور
الرواية عمل أدبي عميق ومركّب، يواصل به الكاتب مشروعه الإنساني في تفكيك التجربة الفلسطينية والعربية من الداخل.
هي رواية تحتاج إلى قارئ متأمل، لا يبحث عن حبكة جاهزة، بل عن تجربة فكرية وشعورية، حيث يتحول الأدب إلى مرآة للروح.
إبراهيم نصر الله في «مصائد الرياح» لا يكتب رواية فحسب، بل يؤرّخ للعاصفة التي تسكن الإنسان.

