اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

القوة ليست دومًا الحل الوحيد، أحيانًا نحتاج إلى بعض الضعف حتى نصبح أقوى، وإلى بعض الهزيمة حتى نتمكن من النصر

أحيانًا ما لا تحتمله العقول تظن أنه باطل. الناس أعداء ما جهلوا.

عناء الظلم يهتك شغاف القلوب.

❞ دعاه مضطرًّا ويائسًا، دعاه لأنه يكاد يهوي بلا يقين، يتساءل عن جدوى الحياة والموت والألم والسفر والتعلم، لو كانت الدنيا بلا يقين فلمَ نحياها يا ترى؟ ❝

من يملك عقلك ربما يصل إلى المجد، ولكنه يحيا معذبًا بالمعرفة. ما يساعدك على الوصول هو ما يهلكك أيضًا، الدواء هو الداء؛ عقلك. تذكر هذا.

بدأت أكتب كتابًا غير كل ما كتبت، لا هو كتاب في علم الكلام كما «تهافت الفلاسفة» و«الاقتصاد في الاعتقاد»، ولا هو كتاب فقه كما «الوسيط» و«الوجيز» وغيرهما مما كتبت. هذا كتاب إحياء؛

‫ لم تتوقع سؤاله. بقيت صامتة فقال: إذا كان سبب عدم زواجك تعلق القلب فأريد أن أعطيك نصيحة. الحب ليس المسيطر على علاقة الزوجين دومًا، هناك أيضًا الألفة والمشاركة، وأغلب الناس تحيا بالألفة والمشاركة، وليس بالحب، وتستمر حياتهم ناجحة. أتمنى أن تفكري في كلامي.

«إن المرأة لا تستطيع أن تطلق من رجلها بغير إذن وهو قادر على ذلك متى شاء، وما دامت معه فهي لا تستطيع أن تتزوج غيره بينما هو يستطيع، ولا تخرج من البيت بغير إذنه وهو يمكنه ذلك، وهي تقنع منه بطلاقة وجهه في وجهها وبالكلام اللين وهو لا يرضى بجميع أحوالها، وهي تخدمه دائمًا وهو لا يخدمها أبدًا، وهي تتلف نفسها إذا كان مريضًا وهو لا يغتم لو ماتت».

بدا لي لأول مرة أن الكون مربوط بعضه ببعض كما كل كائناته، وأن من ينظر إلى الجزء دون أن يراعي وجود الكل سيبقى دفين عقله المحدود.

كل العداوات قد ترجى سلامتها

‫ إلا عداوة من عاداك من حسد

ولو كان عليك أن تهزم شيئًا فاهزم هوى نفسك، واترك روحك حرة قوية

❞ الخليفة والسلطان ينتظران دومًا نصائح العلماء. بالعلماء تقام الدول، وبدونهم تفنى. ثم لقد أعطى الصحابة النصائح لبعضهم، وهم أصحاب النبي. ❝

«ليس كل سر يكشف ويفشى، ولا كل حقيقة تعرض وتجلى.بل صدور الأحرار قبور الأسرار».

‫ الغزا

«اعلم أن أسعد الخلق حالًا في الآخرة أقواهم حبًّا لله تعالى. وما أعظم نعيم المحب إذا قدم على محبوبه بعد طول شوقه!».

‫ الغزالي

أقسم إني أخلصت يا رب حتى ونفسي تهوي كلَّ حين، كلما تسرب الرضا عن النفس زجرتها، وكلما لم توافق أعمالي قولي استغفرت أبقيت أملي فيك وفي رحمتك يا ألله يا هو، أيقظت بداخلي القلب الغافل فأصبحت أراقبك في كل أنفاسي لا قِبَل لي بالمجادلة والمناظرة ولا أريد أن أقف أمام سلطان أثني عليه وأدعو له باسمك يا عظيم ففي حضرتك كل سلاطين الأرض إلى التراب، لا باقي غيرك، ولا عالم قائمًا إلا بك لو أثنيت عليه أكون قد كذبت، ولو دعوت له أقول اسمك في غير موضعه لا شأن لي بالسياسة ولا يجتمع صاحب القلب مع الأمراء أردت إصلاح نفسي

ولو اتسخ بجدال وغضب ورياء وكبر وغرور وحقد فلا حقيقة تقترب منه. ولو أصابه هوس وخوف من نار وعقاب وأصبحت العبادة إكراهًا وضغوطًا فلا نور يدخل

رأيت حيرتي تهدأ وعنائي يتضاءل أمام سعة رحمته وبهاء نوره. وليس كل قلب مستعدًّا لاستقبال النور.

❞ قال الغزالي: «إنما فسدت الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء. فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفًا من إنكارهم». ❝

هي دنيا لا تحتاج إلى كل هذا العناء لو صدقنا مع أنفسنا.

ليس ضعف الجسد ما يرهب من الموت ولا فنائه فقد خُلق من عدم، بل هزيمة الجسد أمام كائنات كنا نحسبها ضعيفة أمامنا، ندهسها بالأحذية، ونتجاهلها عند المرور بالفرس والسلاح. جاء دورها لتدهسنا، وترتع، وتلعب على أنقاضنا. سيبنون الطوب، ويزخرفون الزخرف، ويبقى الموت هو الأقوى. يفرق بين الحبيب ومحبوبه، وبين ما جمعنا وما تركنا، وما نسينا وما تناسينا. يُذكِّرنا ويوقظنا هذا القادم دومًا بفراق الدنيا، وأن الآخرة يقظة ولقاء. لا يدري لِمَ ابتسم يومها في بعض الحزن والكثير من المرارة. يا لبساطة الأماني وسرعة النهاية!