اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

«هذه الدار ليست دار مقر وإنما هي دار ممر، والناس فيها على صورة المسافرين، ومبدأ سفرهم بطون أمهاتهم، والدار الآخرة مقصد سفرهم، وزمان الحياة مقدار المسافة، والسنون منازله، وشهوره فراسخه، وأيامه أمياله، وأنفاسه خطاه».

«إنما التصديق بعد الفهم»،

«أين مستندك بأن ما لم تدركه لم يحدث؟ أليس جائزًا أن يكون هناك طور آخر لم تبلغه فتظن أنه غير موجود؟»،

-«الصدور أفسح من الكتب المؤلفات، والمعاني أوسع من العبارات».

أغمضت عينيها، وتمنت أن تغلق كل الحواس سوى التذوق واللمسات. ارتجفت وكادت تهوي من اليقظة والغفلة معًا.

أحببته.. نعم منذ زمن، ولكنني كنت أحبه من أجل إحسانه إليَّ، ونعمه التي يُغدقها عليَّ، ولكن الملك الأحد لا بد أن نُحبه من أجل جماله وهيبته. نُحبه لأن القرب منه راحة والبقاء في حضرته سعادة ولذة. اقتربت منه في رحلتي وخلعت عني عباءة الدنيا حتى وهي تجاذبني، وتُثقل أغلالها حولي. لا يصلح لاقتباس المعرفة الحقيقية إلا قلب صاف كأنه مرآة مجلوة.

كل يعبد الله بطريقته وعلى حسب قدرته، وأمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم، فلماذا نريدهم أن يصبحوا واحدًا في المعتقد؟ هم مختلفون.. نعم، ولكنهم بكل اختلافهم من صُنع الواحد وهذا يكفي.

هذا القلب كما الذهب، النار تشكله، ولكنها لا تغيره.

الجلوس مع الصغير يبعث الحياة في البدن المنهك، والقرب من العقل الفذ يساعد الحاكم في البقاء.

المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته. أما الجاه فهو تسخير القلوب، وتسخير القلوب غاية.

«ومهما كان الرجل مجربًا للزمان فإنه ما لم ينظر في الكتب لا يكون كامل العقل».

‫ الغزالي

لو كانت الدنيا بلا يقين فلمَ نحياها يا ترى؟

«فطعم الموت في أمر صغير

‫ كطعم الموت في أمر عظيم

‫ وكل شجاعة في المرء تغني.».

‫ «إذا غامرت في شرف مروم

‫ فلا تقنع بما دون النجوم».

وتوقفوا عن الفتوى عندما لا تعلمون، أو تختلط عليكم الأمور، ففي التوقف علم، وفي الفتوى في كل شيء جهل.

ابحث عن الحق. ولتبحث عن الحق لا بد أولًا «ألا تعتقد شيئًا أصلًا»، فعليك أن تنظر «إلى الدليل وتسمي مقتضاه حقًّا ونقيضه باطلًا»، كلنا نبحث عما هو مألوف ونستحسنه، ولكن الحق صعب ومعرفته تحتاج إلى الغوص في كل المعارف، ما ألفته واعتدته، وما لم تألفه أو تَعْتَدْهُ. لا تعرف الحق بالرجال، بل اعرف الحق تعرف أصحابه

«إن بحر المعرفة لا ساحل له».

‫ الغزالي

قال الغزالي: «إنما فسدت الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء. فلولا القضاة السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفًا من إنكارهم». أنت على صواب. شجاعتك تجعلني أكثر تواضعًا.

❞ قالت كأنها تحاول أن تنزع الخنجر من الصدر: تريد تركي؟

⁠‫-بل أريد أن أجد نفسي، أريد الشفاء، بقائي هلاك، هل تفهمين ما أعني؟ انغمست في العلائق، فضاع قلبي، وفر من قسوة رآها مني أنا. ❝

❞ الثراء ذنب لمن يدعو الناس لترك الدنيا والتفكُّر في الآخرة، ثم يتمتع بكل ملذات الدنيا هو نفسه. لا أحب النفاق ولا أجيده. ❝