نعمان هو الذي حدّثها عن الدلافين. حكى لها عن أسرابٍ لها ظهورٌ سوداء تقفز أمام صدر القوارب بمرح، كأنها تلقي التحيّة على الصيّادين، ثم تذهب فجأةً باتجاه الأفق وتختفي. يحبّ نعمان أن يحكي للالا حكايات الدلافين. حين يحدّثها، يصبح نور البحر أكثر لمعاناً في عينيه، كأنّ لالا تستطيع أن تلمح الحيوانات السوداء من خلال لون بؤبؤيه. مع أنها تنظر بتمعّنٍ شديد إلى البحر، لكنّها لا ترى الدلافين. لم تكن تحبّ الاقتراب من السواحل بالتأكيد
صحراء
نبذة عن الرواية
تتربع الشمس في كبد السماء الصافية، والرياح تعصف حاملة أصواتًا وروائح من بعيد. على وجوه المرتحلين، يتصبب العرق ببطء، متلألئًا بلون أزرق يعكس حرارة الشمس على جلودهم الداكنة، من وجناتهم إلى سواعدهم وحتى امتداد أرجلهم. على جباه النساء تتلألأ الوشوم كالجعلان، وعيونهن السوداء كالقطرات المعدنية تنظر بحدة، تصارع امتداد الرمال اللامتناهي، تبحث عن سبيلها وسط أمواج الكثبان الذهبية. لا شيء على الأرض سوى هم، لا أحد غيرهم، ولدوا من رحم الصحراء وحيدين، لا طريق غير طريقهم، لا كلام بينهم ولا رغبة في صدورهم. تمر الرياح فوقهم، تغمرهم كما لو أنهم وحدهم في هذا الفضاء القاحل. بدأوا الرحلة منذ بزوغ الفجر، مستمرون رغم ثقل التعب والعطش الذي أيبس شفاههم ولّون ألسنتهم، والجوع الذي أنهكهم، حتى فقدوا القدرة على الكلام. صاروا منذ زمن بعيد، بكمًا كالصحراء، يغمرهم ضوء النهار حين تحترق الشمس في السماء العارية، ويقبض عليهم الصقيع في لياليها الساكنة بنجومها المتلألئة.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 412 صفحة
- [ردمك 13] 9789933701277
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية صحراء
مشاركة من [email protected]
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ولاء عبدالرحمن
الرواية تتحدث عن "لالا حوا" والطوارق وما آلوا إليه بعد مقاومتهم للاحتلال الفرنسي .
..
ملاحظاتي على الرواية:
- لا يوجد رابط قوي بين العنوان والمحتوى من وجهة نظري، صحيح أنه ذكر الطوارق في أجزاء متفرقة بالرواية، لكن أغلبية القصة كانت تتحدث عن
لالا حوا، حتى في المعنى الرمزي لم أقتنع به بصراحة.
- الكاتب لديه براعة بالوصف، أعجبت بالوصف تارة وكرهته تارة أخرى وخاصة عندما يرتبط ب"لالا".
- كانت حكاية الطوارق في بداية القصة وماء العينين وتلك الدروشات الخاصة بأهل القرية عنصرا ليس مشجعًا لي لإكمال القراءة،
في نهاية الرواية بدأت الأحداث تشتد وتمنيت لو أنه فصّل في الجزئية الأخيرة أكثر على طول الحكاية.
- لم تعجبني شخصية "لالا" ولا وجودها بالقصة ككل، ولا حتى تحولاتها، كما لو أنك تقرأ عن فتاة تنحدر في المستوى ويريد الكاتب أن يجعلك تتعاطف معها!
لم أستطع، تركت الطريق الصحيح لتفعل شيء منحرف بإرادتها، انها متحررة بشكل مقيت!