اقتباسات من رواية مواليد حديقة الحيوان

❞ . قرأ خبرًا على نصف الصفحة يحمل تصريحًا لوزير الاقتصاد يؤكد فيه أنه لن ينزعج حتى لو وصل سعر الدولار بالسوق إلى جنيه مصري واحد ❝

❞ القاهرة الآن مدينة ندَّاهة مع أنها عجوز متصابية دميمة، صبغت شعرها بصُفرة تؤذي الناظرين، تقتات على الزيف والكذب بعدما رفعت بُرقع الحياء، لكنها لا تتخلى عن طرحتها وسجادة صلاتها حتى ينجذبوا إليها، وعندما تنزلق أقدامهم تكشف لهم وجهها القبيح ❝

❞ تعلمت في المدرسة أن الطقس في مصر حار جاف صيفًا.. دفيء ممطر شتاءً، وصدقت ما لقَّنوني إيَّاه، مع أن نظرة واحدة من نافذة الفصل وقتها في حصة الجغرافيا كفيلة بإدراك أن المناخ خرج عن النص، وراح يرتجل بعشوائية مفرطة. ❝

‫ لا ترَ بأُذنيك، ولا تسمع بعينيك، ولا تُصدِّق كل ما يُقال لك.. فبعض الكلمات صور، لو تأملتها لرأيت تفاصيل لم تُدركها من النظرة الأولى، أطياف مهزوزة في خلفيتها، وأشياء صغيرة دالة على زمانها ومكانها، وإذا ما قلبتها لربما صافحت عيناك كلمات دوَّنها صاحبها قد تُغيِّر رؤيتك عنها.. الحقيقة نراها منقوصة دومًا لكننا نشعر بها كاملة، فلا تثق إلا بقلبك.

❞ لكن الخائف ميِّت قبل أوانه، وكل يوم يمر عليه يزور فيه قبره بالدنيا ليتأكد من عمقه واتساعه حتى يحين موعد رقوده فيه، ثم يُهال عليه التراب من بعدها ❝

❞ انتهى إلى أن لا قيمة لحديث النفس بينما الروح مخنوقة لا تستطيع أن تجد لحريتها سبيلًا ❝

❞ وما بين طرب المغيبين وأنين المستضعفين يزداد وجع المهمشين، الذين يعانون من زحام العزلة وآلام الفرقة. ❝

❞ بات مثل طائر لديه أجنحة كبيرة لكن لا فضاء للطيران، ولمَّا تكشَّفت السماء أمامه اكتشف أنه صار داجنًا، لن يطير مهما رفرف بجناحيه. ❝

❞ القاهرة منهوبة وليست محروسة، مدينة مقهورة، مترنحة، تتهاوى عارية كل حين من بعض قيمها حتى خلعت رداء فضيلتها ولم تعُد تأبه بستر عوراتها، مدينة هرِمة شارفت على السقوط، وعليهما أن ينهلا من بواقي خيراتها قبل دفنها تحت التراب. ❝

❞ القاهرة الآن مدينة ندَّاهة مع أنها عجوز متصابية دميمة، صبغت شعرها بصُفرة تؤذي الناظرين، تقتات على الزيف والكذب بعدما رفعت بُرقع الحياء، لكنها لا تتخلى عن طرحتها وسجادة صلاتها حتى ينجذبوا إليها، وعندما تنزلق أقدامهم تكشف لهم وجهها القبيح. ❝

❞ الكل يبحث عن فرصة للخداع في هذه المدينة، الجميع يقدم أوراق اعتماده سفيرًا للزيف، ممثلًا شخصيًّا للكذب، مبعوثًا رسميًّا للغش، وفي كل الأحوال مُرحب بهم على الدوام. ❝

لا توجد بالضرورة مصادر مُحددة للبهجة، مثلما لا توجد أسباب واضحة للارتياح،

❞ القاهرة منهوبة وليست محروسة، مدينة مقهورة، مترنحة، تتهاوى عارية كل حين من بعض قيمها حتى خلعت رداء فضيلتها ولم تعُد تأبه بستر عوراتها، مدينة هرِمة شارفت على السقوط، وعليهما أن ينهلا من بواقي خيراتها قبل دفنها تحت التراب. ❝

زفر في ضيق مفتقدًا نسخته الأصلية، ربما كانت أضعف وأقل حيلة، لكنها كانت تريحه وترضيه وتطمئنه،

وتلفت أعصابه من أهل القاهرة الذين لا يكفون عن الدعاء له، وفي الوقت ذاته يدعون على أهله وناسه في كل صلاة، أرهقته الأرجوحة التي يمرح فوقها منذ شهور، يوم خانع، ويوم طامح، ويوم ثالث جانح، وأحيانًا تائب من الذنب في

فلا شيء يضمن كسر العين والانصياع التام إلا إطعام الأفواه وملء البطون،

وفي غمرة محبته وفيض مشاعره التي لا تزال من طرف واحد، نوى الاندفاع ناحية مريم بغير لجام، فالمرء تذهب عنه نصف أحزانه إذا صادف مَن يحبه، ويزول النصف الآخر لو بادله الطرف الثاني الحب.

ولم يعُد متبقيًا سوى مأساتي، ومقولة شقيقتي حياة التي تتردد طوال الوقت في أذني.. كل الصور خادعة.

الآن أرى البحر الذي كرهته بعدما ابتلع كل ذكرياتي، وترك لي ذكرى واحدة قاسية لم أعُد أحب تذكرها، تلفتُّ حولي لأنفض الشجن من قلبي، فلم أجد مخلوقًا غيري كالمعتاد في هذا الوقت من الصباح فجأة فَضَّ بكارة السكون صوت زاعق:

كنَّا نقترب من الشاطئ، لمحت الخواجة وبجواره جدي واقفًا وسط العشرات من رجال الشرطة بملابسهم البيضاء، جحافل نمل تنتظر قطعة السكر القادمة إليهم بعد قليل، لم أعرف وقتها إذا كان الخواجة قد نفَّذ اتفاقنا ليُنقذني، ولم يتبقَّ سوى سماع أقوالي