اقتباسات من كتاب ما تعرفه عني عظامي : مذكرات التعافي من اضطراب كرب ما بعد الصدمة المعقد

عزلتنا عقولنا وأجسادنا عن آلامنا حتى نتمكن من المضي قدمًا. التهم نمر زوجتك؟ خسارة، لكن الانهيار أو التجمّد في مكانك ليس خيارًا. الأحرى بك أن تذهب للصيد اليوم وإلَا فسيتضور أطفالك من الجوع. دُمر منزلك توًا في قصف جوي؟ حسنًا، لكن عليك أن تحزم ما تبقى وتجد مأوىً جديدًا، الآن. المشاعر امتيازات.

عصرت جسدي كالمنشفة، وأنا ألفُ أطرافه بقبضات مخضبة بالحمرة وأغرس أسناني فيه، كاظمة غيظي

أحاول أن أظلّ جيدة. لكن حين يبلغ الفزع مداه، مهما فعلت، لست جيدة بما يكفي مطلقًا.

لو أنني اعترفت لنفسي بهذه المشاعر من ذي قبل، لأمكنني أن أطلب الاهتمام الذي رغبت فيه. لكن عوضًا عن ذلك، شعرت بشعور اللا بأس، الجاف، الفارغ ذلك. الشعور ذاته الذي انتابني حين تحدثت عن السكاكين إلى عنقي. الشعور ذاته الذي ينتابك عندما يجب أن تكف عن البكاء، تلتقط قطعة القماش البالية، وتكمل إزالة الصابون. المدى المكتوم، الصامت.

"عندما تسقط السماء، استخدميها كلحاف."

‫ "أما الأمور الكبيرة، فاجعليها صغيرة، والأمور الصغيرة، فاجعليها لا شيء. عندما يسيء إليكِ أحدهم، فلا تبقي على الإساءة في قلبك أبدًا. بل أطلقي سراحها. ابتسمي من بين دموعكِ. ابتلعي ألمكِ."

بدا وكأنَّ بقية البشر لديهم مناعة ضد مثل هذه اللحظات؛ قفزوا قفزات لولبية بين حلقات من الإخفاقات وانتهى بهم الحال واقفين على أقدامهم. أما حينما أخطئ أنا، فيتسلل الفزع إلى مرمى بصري فلا أرى سوى خطئي لمدة ساعة، وأحيانًا ليوم بحاله.

التعافي هو أن تشعري بالأحاسيس الملائمة في الأوقات الملائمة وأن تظلي قادرة على العودة إلى نفسكِ رغم ذلك. هذه هي الحياة."

حقًا يا فتاتي، يجب أن تعلمي أنه مهما وجدت أقاربكِ بالمصاهرة لطفاء، فهم ليسوا أسرتكِ الحقيقية ويجب ألَا تثقي بهم. يجب ألَا تتصرفي أمامهم كما تفعلين معي، ويجب ألَا تتشاجري مع جوي أبدًا أمامهم. سيأخذون صف جوي دائمًا لا أنتِ.

المقصد من أمريكا كلها أنك لا تحتاج دائمًا إلى الفهم؛ يمكنك الوثوق بأنَّ النظام سيعمل من تلقاء نفسه.

أولئك الذين يتأملون يستطيعون نزع أنفسهم من التفكير الخطير الدوري ورؤية الأمور من منظور أكثر إيجابية وهدوءًا.

المشكلة في هذه الفرضية، من دون شك، أنه في حين أن أطفالًا آخرين لديهم مبرمجون يغذون أدمغتهم بالحب والرفق

المشكلة في هذه الفرضية، من دون شك، أنه في حين أن أطفالًا آخرين لديهم مبرمجون يغذون أدمغتهم بالحب والرفق

فكثيرًا ما ترتبط إساءات الطفولة بسمك أقل في القشرة الجبهية الأمامية، وهي جزء من الدماغ متعلق بالاعتدال، واتخاذ القرارات، والتفكير المعقد، والاستنباط المنطقي.

الأمريكيون فرديون. الصينيُون تحركهم منفعة الجماعة. الفرنسيُون رومانسيُون ويحبون الجبن. وأصحاب اضطراب كرب ما بعد الصدمة المعقد دراميُون يهلكون أنفسهم ويستحيل حبهم.

هل جوي حقًا غاضب؟ أم أني أفسر قسمات وجهه الدقيقة كغضب لأنني امرأة مجنونة مصابة بالوسواس؟ ما الحقيقة؟

يتضخم عدد المحفزات الواعية وغير الواعية، فلا تحصي لها عددًا ولا تجد لها تفسيرًا. لو ضُربت على مئات الأخطاء، فسيتحول كل خطأ إلى خطر. لو خذلك عشرات الأشخاص، يغدو جميع الأشخاص غير أهل للثقة. العالم نفسه يصير خطرًا.

الانفجار في مديري. الثرثرة عن مشكلاتي في الحفلات. طرق أبواب زملائي باستمرار. مطاردة رجل في ملعب بيسبول بمضرب في يدي. الحطام الذي خلَفته، في كل مكان حولي. مختلفة. هذا ما جعلني مختلفة. حضر في ذهني تلك المقولة الشهيرة عن الصدمات: المجروحون يجرحون الآخرين. لم أرد أن أجرح الآخرين بعد اليوم.

المرة الوحيدة التي أجبرت نفسي على الخروج مع زملائي، وجدت نفسي أشتكي في بؤس طوال الوقت، كالقطار الذي لا يتوقف.

"أعلم أن أمريكا عنصرية. ليست هذه بالمفاجأة. لكن يبدو أنني لم أدرك كم هي عنصرية. أشعر وكأنهم حقًا لا يريدوننا هنا."

الآخرون ليسوا سعداء أيضًا. كيف لأحد أن يحظى بالسعادة في عالم تملؤه المعاناة اللا متناهية؟