اقتباسات من رواية تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه

لم يكنْ يرى أحلامًا قطّ، لكنَّه حتَّى إنْ حَلِم، حتَّى إنْ تراءت له صورٌ تشبه الأحلام من حوافّ عقله، فلن تجد على منحدرات وعْيه مكانًا تحطّ فيه، فتنزلق سريعًا إلى الفراغ.

ومهما صارت الأشياءُ ضحلةً لا طعم لها، فإنَّ الحياة تستحقّ أن تعاش.

العالم لا ينقلب بسهولة. الناس هم الذين ينقلبون رأسًا على عقب، وهذا شيءٌ لا آسَفُ على تفويته.

لكلّ شيءٍ حدود، حتَّى الأفكار. لا يجدر بك أن تخاف من الحدود، ولكنْ عليك أيضًا ألّا تهاب تحطيمها. هذا هو الأهمّ إن أردتَ أن تكون حرًّا: احترامُ الحدودِ والسخطُ عليها في الوقت نفسه.

شعورٍ فارغٍ مُحايدٍ لا لون له.

ألا ترى أنَّ من يُسلب حريَّته دائمًا ما ينتهي به الأمر إلى كراهية شخصٍ ما؟ عن نفسي، لا أريد أن أعيش هكذا».

«تسهُلُ الحياةُ حين تحدِّدُ أهدافك».

‫

ما يزال ذلك الشعور ينتابه أحيانًا. ذلك الإحساس بأنَّه يغادر ذاته. بأنَّه ينظر إلى ألمه، وكأنَّه ألمٌ لا يخصّه.

كنتُ مصدومًا، وكفى. مصدومًا جدًّا، وخُيِّل إليَّ أنِّي قد لا أُشفى من الصدمة أبدًا. كنتُ أشعر بشيءٍ وقد انكسر في داخلي.

كنتُ مقرَّبًا جدًّا إليهم، حتَّى أوشكوا أن يكونوا امتدادًا منِّي.

ـ «شعرتُ بأنِّي وحدي، لكنِّي لم أشعر بالوحدة. وأظنّني اطمأننتُ إلى هذا الشعور».

ـ «تسهُلُ الحياةُ حين تحدِّدُ أهدافك».

ربَّما يكون الأمر أشبه بصنع فراغ» ‫ ـ «العالم في حاجةٍ إلى بضعة أشخاصٍ يصنعون الفراغ» ‫ فضحك الشابّ في سعادة «نعم، لكنَّ هذا مختلفٌ عن الذين يزرعون الخسّ أو الطماطم لو أنَّ كلَّ شخصٍ في العالم كرَّس وقته وجهده

في كتب التاريخ والسِيَر. صارت عادةً مستمرَّة. العاداتُ في حقيقة الأمر هي التي دفعت بحياته إلى الأمام، رغم أنَّه لم يعد يؤمن بالجماعة المثاليَّة، ولا يستشعر دفء التوافق بين الناس.

يوم وصار يطيل شعره أيضًا لم يستملح شكله الجديد، ولا كَرِهه كان هذا الشكل في كلّ الأحوال قناعًا ملائمًا، مؤقَّتًا على أنَّه كان سعيدًا باختلاف وجهه عن ذاك الوجه الذي كان له من قبل ‫ كان الصبيّ المدعوّ تسوكورو تازاكي

يفهم دلالته طبعًا، ذلك الشعور الذي قد يجتاحك نحو شخصٍ لديْه (أو يمكن بسهولةٍ أن يمتلك) مهاراتٍ أو مواهب أو منصبًا كنتَ تطمح إليه أن تهيم عشقًا بامرأةٍ، ثمَّ تجدها في أحضان رجلٍ آخر حسدٌ، وحقدٌ، وندمٌ، وإحباطٌ، وغضبٌ مكبوتٌ

صحيحٌ أنِّي نجوتُ، ولكنْ بشقّ الأنفس هكذا ظللتُ متشبِّثًا بالدنيا مثل قشرة حشرةٍ عَلِقتْ بغصن، توشك أن تذروها الرياح إلى الأبد غير أنَّ مظهره الذي يبدو قريبًا من الموت صعَقه مرَّةً أخرى حدَّق طويلًا في صورة جسده العاري دون أن

حجمُ المدينة نفسه كان طاغيًا، علاوةً على تنوُّع الحياة فيها ثمَّة خياراتٌ كثيرة، وطريقةٌ غريبةٌ يتحدَّث بها الناس، ووتيرةٌ سريعةٌ في الحياة لم يستطع أن يحقِّق التوازن بين ذاته والعالم من حوله، لكنَّه كان يدرك أنَّ لديْه مكانًا يعود إليه

نتت