رواية: يونيڤيرس (Universe)
الكاتبة: Radwa El Aswad
" هل تعلم أن 1 % يحكمون العالم، و 4 % يتم تحريكهم كالدمى، و 90 % غافلون، و 5 % يعرفون الحقيقة؟! وان الأحداث كلها تدور في محاولة ال 4 % في منع ال 5% من إيقاظ ال 90 %؟!!"
بهذا الاقتباس ابدأ الريڤيو الخاص بالرواية وخلينا نقول أن لو أنت من المؤمنين بنظرية المؤامرة ومن الأشخاص اللي بتسعى لتغيير الحاضر البائس فالرواية هتعجبك أوي.
الرواية فريدة في صياغتها، لدرجة أني خلصتها في شهور كثير عشان بعيد فقرات معينه وساعات صفحات كاملة.
من أول كام صفحة هتلمس هذا التفرد في التعبير والفكرة وقولبتها في صورة سطور بكلمات رغم بساطتها إلا أنها عميقة في معناها ومدلولها.
رواية جديرة بالاقتناء ومش هكون ببالغ لو قلت لازم عالأقل كل أب وأم يقرأوها عشان تفتح عينيهم على مخاطر كثيرة تندفع بقوة نحو الابناء وبعض الأحيان الآباء نفسهم.
بالإضافة إلى أنها بتسلط الضوء على بعض الأحداث اللي بتدور حولينا وبتفسرها بطريقة منطقية للبعض ومثيرة للسخرية للبعض الآخر.
بجد تسلم أيدك يا رضوى ويسلم مخك على الرواية دي بجد مش ببالغ لما بقول أن من البداية وأنا منبهرة جدا بالدلائل/ التمهيدات اللي استعملتيها لتدريج الفكرة وصولا للذروة.
الغلاف روعة رغم أنه للوهلة الأولى يبان مقبض ويدي إيحاء أن الرواية رعب - إلا أنه بقراءة الرواية اتضح أنه ملائم جدا وله دلالة قوية.
العناوين الفرعية لأجزاء الرواية جميلة جدا، العناوين قوية جدا ومعبرة جدا جدا.
أخيرا: أرفق جزء من الاقتباسات اللي لمستني
🌸 صناعة الزيف هي الصناعة الوحيدة المسموح بها والمرخصة على السوشيال ميديا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكذب ، ولا حقيقة سوى الإفك، ولا رؤى سوى الضلالات.
الكل يعلم حجم الخديعة ويحرص عليها... الكل يسجل حضورا يوميا في حفلات وهم جماعية... لعبة تواطؤ تعتمد الغش والتلفيق ضمانة للفوز.. مدلسون، دجالون، يحتفون طوال الوقت بصنائعهم المزورة.. الكل يدخل المتاهة ولا يخرج منها أبدا.
🌸 قبل الجائحة بسنوات طويلة، كان هناك حديث دائم حول ما يسمى ب"نظرية المؤامرة"، كان تعبيرا ساخرا، بل سئ السمعة! حين يقال إن أحدهم يعتنق تلك النظرية، فهذا معناه أنه مختل عقليا، وأنه يجب ألا يؤخذ كلامه على محمل الجد، فهو يعاني من وسواس قهرية لا براءة منها. تلك أيضا كانت ضمن عمليات التأهيل، فهم من اخترعوها واستخدموها كتهمة موجهة لكل من تسول له نفسه إنكار الرواية المعتمدة رسميا، والسباحة ضد التيار، وفضح المخطط.
🌸 خذلها الجميع ورحلوا، ولم يبق إلا هو. تراهن على بقائه بجانبها، فكيف يخذلها؟
تعلم أن لا شئ مضمون، وأن الرهانات منذورة للخسارة، لكنها لا ترى أي داع لأن يهدم القدر ملجأها الأخير، فلديه آخرون يعدون فرصا مهيئة لشتى الاحتمالات، آخرون لديهم بدائل، آخرون بحوزتهم ما يعينهم على الفقد، أما هي، فلا شئ سيبقى من بعده لتخسره؛ لذا سيكون - في هذه الحالة وعلى الرغم من خساراتها الهائلة الماضية- هو الخسارة الحقيقية التي تجب كل ما قبلها.
🌸 لماذا تتذكره الآن؟
وهل قد نسيته من الأصل؟! إنها فقط أزاحته جانبا، بالأحرى إلى الوراء، أو إلى الأسفل، إلى عمق سحيق، لكن أيا ما كان موقعه، فقد ظل على قيد الذاكرة، حيا في الروح، متجاهلا في واقع حياة تلزم بقوانينها، بأن الذكرى ماض، والماضي نهاية، وبعد النهاية هناك بداية جديدة على الفرد المضي فيها وهكذا، حتى تلوح النهاية الحقيقة.
🌸 هل هناك أقسى من انتظار ظهور من رحل دون سبب؟! من مضى في طريقه دون وداع وعذر يليق بكل ما كان، وبكل ما قيل؟!
🌸كم من سنوات تنقصنا كي نفك من أحجيات؟ هل يعود الفضل للوقت أم للكتابة؟ تلك الكتابة التي تطلق الروح في فضاءات متعددة، فتمكننا من رؤية العالم بوضوح، وتتيح لنا فهم أنفسنا، وفك ألغاز بدت لنا في وقت ما مستعصية!
🌸 يقولون إن اللقاء الثاني يشبه طعاما بائتا افتقد حرارة الطزاجة واكتسب يبوسة بمرور الزمن فوق سطحه، يقولون إنه مضيعة للوقت، وإهدار تام لذكرى جميلة اختزناها عميقا ونستخرجها حين الحاجة لطاقة نور في حلكة الظلام، يقولون إنه النهاية الحقيقة للقصة، وأن النهاية التي سبقتها احتفظت بقوس مفتوح، يغلق تلقائيا عند اللقاء الثاني، النهائي، فالإيصاد الأول يحمل بداخله شتى الاحتمالات، أما الثاني، فبمثابة حكم قاطع.
🌸كان يقول لي " احتمليني. فليس لنا في النهاية سوى بعضنا البعض" .
وكنت أصدق عبارته عن ظهر فقد 😞💔
🌸نحيا حقيقتنا في الخيال، ونعيش وهما في الحقيقة. نعيش شخصياتنا الحقيقية بكل متناقضاتها، بجوانبها السوداء الخفية في عالم خيالي، بينما في الواقع، وعلى الأرض، نلنلم تلك الجوانب معا ونطمرها تحت طبقات من الزيف، ثم نعيش بأقنعة لا تمثل حقيقتنا الأصلية، كمن يكنس الأرض ثم يخفي التراب تحت البسط، ليبدو المكان-زيفا- نظيفا، لامعا.