نحيا حقيقتنا في الخيال، ونعيش وهما في الحقيقة
يونيفيرس
نبذة عن الرواية
ما تعرَّضنا ونتعرَّضُ له جميعًا جعلنا في حالةٍ غير مسبوقةٍ من اللَّا مبالاة، حالة قد يُخضِعُها - لَاحِقًا - علماءُ النَّفْس للدراسة والتحليل؛ ما عايشناه كان صورةً طِبْقَ الأصلِ من كل تصوُّرات يوم القيامة، ما عاصرناه لم يعاصره أيُّ جيلٍ من الأجيال الآنِفَة. البداية كانت في خَلْقِ أكوانٍ موازية، افتراضيَّة، بدأت تسحبُ الجميع من الحقيقة نحو الزَّيْف، من الدِّفْء إلى الصَّقيع، من الأهل والأصدقاء إلى اللَّا شيء، من المكان إلى اللَّا مكان، من العالَم إلى محاكاةٍ له، ثم تفاقَم الأمر كثيرًا مع حالات التِّيهِ والجنون والانتحار التي تَسبَّب بها «يونيفرس»، الذي تزامَن معه فيروس «كيوبيد»، ثم غذاءُ وكالاتِ الإغاثة الذي يُميت بدلًا من أن يُحْيي، بعدها بدأت الكوارثُ البيئيَّةُ تتتالَى وتتنوَّع ما بين زلازلَ وأعاصيرَ وسيول، حاصَرَنا التصحُّر حتى بارت الرُّقعة الزراعيَّة الضيِّقة من الأساس! لم نكُنْ وحدنا، فكُلٌّ مكانٍ على الكرة الأرضيَّة يتعرض يوميًّا لكارثةٍ من الكوارث.. علمنا ذلك آنفًا من وسائل التواصُل ونشرات الأخبار قبل أن يتبدَّد كُلُّ شيءٍ وتنقطع الكهرباء عن العالم تمامًا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 264 صفحة
- [ردمك 13] 701-2 -978-977-490
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Yara Ibrahim
رواية: يونيڤيرس (Universe)
الكاتبة: Radwa El Aswad
🌸🌸🌸 " هل تعلم أن 1 % يحكمون العالم، و 4 % يتم تحريكهم كالدمى، و 90 % غافلون، و 5 % يعرفون الحقيقة؟! وان الأحداث كلها تدور في محاولة ال 4 % في منع ال 5% من إيقاظ ال 90 %؟!!"
🌸🌸🌸 بهذا الاقتباس ابدأ الريڤيو الخاص بالرواية وخلينا نقول أن لو أنت من المؤمنين بنظرية المؤامرة ومن الأشخاص اللي بتسعى لتغيير الحاضر البائس فالرواية هتعجبك أوي.
الرواية فريدة في صياغتها، لدرجة أني خلصتها في شهور كثير عشان بعيد فقرات معينه وساعات صفحات كاملة.
من أول كام صفحة هتلمس هذا التفرد في التعبير والفكرة وقولبتها في صورة سطور بكلمات رغم بساطتها إلا أنها عميقة في معناها ومدلولها.
رواية جديرة بالاقتناء ومش هكون ببالغ لو قلت لازم عالأقل كل أب وأم يقرأوها عشان تفتح عينيهم على مخاطر كثيرة تندفع بقوة نحو الابناء وبعض الأحيان الآباء نفسهم.
بالإضافة إلى أنها بتسلط الضوء على بعض الأحداث اللي بتدور حولينا وبتفسرها بطريقة منطقية للبعض ومثيرة للسخرية للبعض الآخر.
بجد تسلم أيدك يا رضوى ويسلم مخك على الرواية دي بجد مش ببالغ لما بقول أن من البداية وأنا منبهرة جدا بالدلائل/ التمهيدات اللي استعملتيها لتدريج الفكرة وصولا للذروة.
الغلاف روعة رغم أنه للوهلة الأولى يبان مقبض ويدي إيحاء أن الرواية رعب - إلا أنه بقراءة الرواية اتضح أنه ملائم جدا وله دلالة قوية.
العناوين الفرعية لأجزاء الرواية جميلة جدا، العناوين قوية جدا ومعبرة جدا جدا.
أخيرا: أرفق جزء من الاقتباسات اللي لمستني
🌸 صناعة الزيف هي الصناعة الوحيدة المسموح بها والمرخصة على السوشيال ميديا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكذب ، ولا حقيقة سوى الإفك، ولا رؤى سوى الضلالات.
الكل يعلم حجم الخديعة ويحرص عليها... الكل يسجل حضورا يوميا في حفلات وهم جماعية... لعبة تواطؤ تعتمد الغش والتلفيق ضمانة للفوز.. مدلسون، دجالون، يحتفون طوال الوقت بصنائعهم المزورة.. الكل يدخل المتاهة ولا يخرج منها أبدا.
🌸 قبل الجائحة بسنوات طويلة، كان هناك حديث دائم حول ما يسمى ب"نظرية المؤامرة"، كان تعبيرا ساخرا، بل سئ السمعة! حين يقال إن أحدهم يعتنق تلك النظرية، فهذا معناه أنه مختل عقليا، وأنه يجب ألا يؤخذ كلامه على محمل الجد، فهو يعاني من وسواس قهرية لا براءة منها. تلك أيضا كانت ضمن عمليات التأهيل، فهم من اخترعوها واستخدموها كتهمة موجهة لكل من تسول له نفسه إنكار الرواية المعتمدة رسميا، والسباحة ضد التيار، وفضح المخطط.
🌸 خذلها الجميع ورحلوا، ولم يبق إلا هو. تراهن على بقائه بجانبها، فكيف يخذلها؟
تعلم أن لا شئ مضمون، وأن الرهانات منذورة للخسارة، لكنها لا ترى أي داع لأن يهدم القدر ملجأها الأخير، فلديه آخرون يعدون فرصا مهيئة لشتى الاحتمالات، آخرون لديهم بدائل، آخرون بحوزتهم ما يعينهم على الفقد، أما هي، فلا شئ سيبقى من بعده لتخسره؛ لذا سيكون - في هذه الحالة وعلى الرغم من خساراتها الهائلة الماضية- هو الخسارة الحقيقية التي تجب كل ما قبلها.
🌸 لماذا تتذكره الآن؟
وهل قد نسيته من الأصل؟! إنها فقط أزاحته جانبا، بالأحرى إلى الوراء، أو إلى الأسفل، إلى عمق سحيق، لكن أيا ما كان موقعه، فقد ظل على قيد الذاكرة، حيا في الروح، متجاهلا في واقع حياة تلزم بقوانينها، بأن الذكرى ماض، والماضي نهاية، وبعد النهاية هناك بداية جديدة على الفرد المضي فيها وهكذا، حتى تلوح النهاية الحقيقة.
🌸 هل هناك أقسى من انتظار ظهور من رحل دون سبب؟! من مضى في طريقه دون وداع وعذر يليق بكل ما كان، وبكل ما قيل؟!
🌸كم من سنوات تنقصنا كي نفك من أحجيات؟ هل يعود الفضل للوقت أم للكتابة؟ تلك الكتابة التي تطلق الروح في فضاءات متعددة، فتمكننا من رؤية العالم بوضوح، وتتيح لنا فهم أنفسنا، وفك ألغاز بدت لنا في وقت ما مستعصية!
🌸 يقولون إن اللقاء الثاني يشبه طعاما بائتا افتقد حرارة الطزاجة واكتسب يبوسة بمرور الزمن فوق سطحه، يقولون إنه مضيعة للوقت، وإهدار تام لذكرى جميلة اختزناها عميقا ونستخرجها حين الحاجة لطاقة نور في حلكة الظلام، يقولون إنه النهاية الحقيقة للقصة، وأن النهاية التي سبقتها احتفظت بقوس مفتوح، يغلق تلقائيا عند اللقاء الثاني، النهائي، فالإيصاد الأول يحمل بداخله شتى الاحتمالات، أما الثاني، فبمثابة حكم قاطع.
🌸كان يقول لي " احتمليني. فليس لنا في النهاية سوى بعضنا البعض" .
وكنت أصدق عبارته عن ظهر فقد 😞💔
🌸نحيا حقيقتنا في الخيال، ونعيش وهما في الحقيقة. نعيش شخصياتنا الحقيقية بكل متناقضاتها، بجوانبها السوداء الخفية في عالم خيالي، بينما في الواقع، وعلى الأرض، نلنلم تلك الجوانب معا ونطمرها تحت طبقات من الزيف، ثم نعيش بأقنعة لا تمثل حقيقتنا الأصلية، كمن يكنس الأرض ثم يخفي التراب تحت البسط، ليبدو المكان-زيفا- نظيفا، لامعا.
-
Nasser Ellakany
تحلق بنا الكاتبة المبدعة "رضوى الأسود" عاليًا في روايتها "يونيڤيرس" حيث تأخذنا إلى عالم مخيف يبدو بعيدًا وغريبًا، تحاول أن تهدئ من روعنا، وأن تجعلنا نشعر بالألفة، ثم تتركنا لصفحات الرواية وفصولها، بعد أن تعدنا بأننا سوف ندرك الحقيقة قبل الانتهاء من قراءتها.
في البداية ظننا أننا أمام حالة كافكايسك من ذلك النوع الذي عرفناه مع جريجور سامسا في "الانمساخ" أو مع چوزف ك في "المحاكمة"، ولكننا أدركنا أنها ليست تلك السريالية والواقعية العبثية الكافكاوية.
ثم ظننا أننا نقرأ ديستوبيا من ذلك النوع الذي عرفناه مع وينستون سميث في رواية "١٩٨٤" لچورچ أورويل أو مع كاتنيس إيڤردين في ثلاثية "ألعاب الجوع" لسوزان كولنز والتي شاهدناها أيضًا في سلسلة أفلام سينمائية شهيرة، وكانت فكرة روايتنا "يونيڤيرس" تتجلى بقوة من خلال لعبة جديدة، لم تكن لعبة جوع وقتل ودمار كتلك التي قدمتها كولنز، ولكنها في المقام الأول كانت لعبة استلاب وعي الإنسان في هذا الزمن الجديد.
كان ذلك العالم يبدو بعيدًا، وكان يضم مزيجًا من عبث تلك الكافكاويات وكثافة تلك الديستوبيات، لكننا بعد قليل اكتشفنا أنه في الحقيقة هو نفسه عالمنا الذي نعيش فيه، والذي يمضي بخطىً سريعة نحو مصيره المحتوم، ويسلم نفسه لحالة وعي بديل يتشكل بإصرار شديد، ليزيح الوعي الأصلي للإنسانية الذي نشأ وتكوَّن عبر آلاف السنين من خلال تجربة الإنسان الحقيقية على هذه الأرض، وكاد أن يصل إلى قمه نضجه، في مراحل "الحداثة" و"ما بعد الحداثة"، وأخيرًا مرحلة "بعد ما بعد الحداثة" التي بدأناها وكنا نأمل أن تحقق لنا كل أحلام البشرية، لكن رضوى الأسود بهذه الرواية توقظنا من سباتنا، وتزيل مساحيق الخديعة عن وجه ذلك الوعي البديل وتخلع أردية الزيف عن مناكبه، لترينا ما نحن مقبلون عليه حقيقة في هذا الكوكب المنكوب بساكنيه.
كانت البداية مع "يونيڤيرس"، ذلك التطبيق الساحر الذي يقدم عالم بديل، كون آخر يمكننا فيه الحصول على كل ما نريد من خلال ضغطة زر بسيطة، يمكننا فيه تحقيق كل أحلامنا وتلبية كل رغباتنا، بعيدّا عن عالمنا الحقيقي الذي علينا أن نتركه يذهب إلى الجحيم، وأن نجعله فريسة لمفردات نظرية المؤامرة، والمليار الذهبي، والسبع أُسَر التي تسيطر على كل شيء، وسطوة الأديان، وسلطة المال وقوة القانون وقدرة العلم، اكتشفنا أن الوعي والعقل فقط هو آخر ما يمكن أن يتبقى لدى الناس بعد أن انتزعوا منهم كل شيء آخر، لكن بشرط امتلاك الإرادة الكافية لأن لا يتحولوا إلى مسوخ شائهة.
شهدنا بطلتنا ميريت التي أخذت على عاتقها إخبارنا بما حدث، بعد مرض ووفاة الجدة والخالة والأب والأم وتجربتَيّ زواجها، وفريد الزوج الأول ذلك الروبوت الصغير الغارق في عالم التكنولوجيا والذي يظن أن الكون هو تلك الرقميات الجافة المصمتة، وحاتم الزوج الثاني والحبيب الأول وقصة الحب والتخلي والعودة، وحتى أحمد رجل اليونيڤيرس.
حاولت ميريت أن تجد للناس على تطبيق الفيسبوك عذرًا، مشاعر الألم والحزن والتعاطف، وفضيلة الصدق والإخلاص والشجاعة، صارت جميعها خدع مصنوعة على الفيسبوك، أو في أفضل الأحوال مجرد إيموچي فارغة من المعنى، لم تعد هناك مشاعر حقيقية ولا فضائل حقيقية، لم يعد هناك سوى رذائل حقيقية، تذكرنا عندما خرجت الحقيقة من البئر تعدو عارية وسط استهجان الناس، وعندما كان الكذب يتجول مرتديًا ثوب الحقيقة وسط استحسان الناس، وأدركنا أن "الإنسان هو أخطر حيوان في العالم" يليه الڤيروسات.
رأينا عندما تكون الحياة الحقيقية والعالم كله داخل تطبيق كمبيوتر، ويكون الناس دمى تعيش في تلك الحياة وتتحرك في ذلك العالم، وعرَّفتنا ميريت بكل مفردات ذلك العالم، سحر الإيحاء، والجائحة، وتطبيق يونيڤيرس، ولوسيفر الملاك الهابط، والأديان الثنوية، والآلهة، والتكنولوجيا، والنعجة دوللي، والحمل الكيميائي، والحمام الزاجل، وألغاز سفينكس الإغريقية، كانت كل مفردات العقل والفكر والثقافة تتداعى من رأسها إلى أوراقها.
عشنا يونيڤرس النسخة الأولى وارتدينا النظارة، ثم يونيڤرس النسخة الثانية وزرعنا الشريحة، أكلنا الطعام المُهدَئ من منظمات الإغاثة، ولبسنا الواقي الوَجهي، ورأينا عندما تصبح الكتابة مجرد صرعة والقراءة مجرد موضة، وكان الناس يعيشون ذلك العالم المصنوع، وكانوا يتحولون إلى كائنات جديدة، مسوخ شائهة، وأجساد بلا روح، وجعلهم اليونيڤيرس أشبه بآلهة حمقاء:
❞ نجح "يونيڤيرس" في تحقيق حُلم الإنسان الأزليّ الأبديّ، هاجسه المضني ورغبته الأكثر إلحاحًا، منحه فرصة أن يكون إلهًا خالقًا. ❝
ضيَّعنا كل الفرص التي كانت تسنح أمامنا، لم يعد هناك إله أو دين أو قيم أو وطن أو انتماء، لا انتماء لشيء سوى اللذة، انتبهنا عندما جاءتها الرسالة الأخيرة مع الحمام الزاجل، وكانت رسالة ميريت الأخيرة لنا تقول:
❞ الوعي هو كلمة السر، والنجاة الحقيقية ❝
اكتشفنا أن الوباء لم يكن ڤيروسًا أو بكتيريا، لكنه انحراف في عقولنا، انجراف في نزعاتنا، وأن اليونيڤيرس الجديد هو لعنة تؤجج رغبة جديدة ناشئة، في العيش على هامش الحياة ووراء ستائرها وتحت حوائطها، بعد أن كنا نمشى في قارعة الطرق، ونصعد إلى قمم الجبال، ونزرع الوديان، ونجري ونلهو وتعرق أجسادنا، ونحضن الأشجار ونشم الورود، ونسبح في الأنهار، ونخوض البحار، ونفتح صدورنا للهواء، ونغني للشمس ونعشق القمر، ونحكي الحكايات في أمسيات السهر، ونلعب لعبة الحب في الليالي الجميلة، كنا نعرف أن كمال هذا الكون في نقصانه، وأن الكون ليس لوحة رسم هندسي بل لوحة فن تشكيلي، ربما تكون الأولى هي الأدق والأكمل، لكن الثانية هي الأعمق والأجمل.
انقسمت فصول الرواية إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ذات عناوين ملهمة تحيط بمفردات الوعي الجمعي، وتُسرَد بصوت ميريت، تستخدم الضميرين الأول والثاني بحرفية متقنة، تجعل القارئ يشعر بأنها تحدثه وحده، تحكي له وحده، بلا تردد وبلا توقف، تصف له كيف صار العالم وكيف صارت الحياة قبل وبعد اليونيڤيرس، والمجموعة الثانية هي فصول مرقمة، وبصوت راوٍ عليم سنتعرف عليه لاحقًا، يروي أصل الحكاية، ويلملم أطرافها المتناثرة من سرد ميريت، يستخدم الضمير الثالث، يحكي كيف وصل العالم إلى هذا المشهد، إلى هذه النقطة المربكة، إلى هذه الحكاية التي ترويها ميريت، ويظهر الراوي في الفصل الأخير المفترض، ليستخدم أيضًا ضمير المخاطب، كما استخدمته ميريت من قبل، بعد أن طرح أوراقها وحكى لنا كل الحكاية، ثم منحنا الأعشاب الأخيرة، ومنحنا معها الأمل، وبيان دولة "فلوسينيا".
الرواية هي رحلة بحث عن كل المعاني الحقيقية، الحرية والسعادة والعطاء والعدل والمسؤولية، وأخيرًا هي رحلة بحث عن الوعي الحقيقي الذي به نجد معاني الحياة.
❞ على الرغم من قسوة الوعي، فإنه أفضل من الجهل ❝
تحدثت الرواية عن تطبيق "يونيڤيرس" الذي سحب الناس من "فيسبوك"، وكأنها تنبأت بالقادم الجديد "ميتاڤيرس".
تلاعبت رضوى الأسود بتقنيات البناء والسرد ببراعة شديدة، واستدعت القاري إلى داخل الرواية ليكون أحد شخصياتها، شخصية المروي له، سلمته إلى ميريت، ثم إلى الراوي، فصارت الرواية هي نفسها تطبيق يونيڤيرس، عندما دخلنا الرواية أو اليونيڤيرس، انفصلنا عن العالم الحقيقي، وعندما جرت الأحداث وتفرعت، عشنا معها بالكامل، وعندما كانت ميريت تكتب أوراقها لتتركها لنا، شعرنا أنها تكتب بأصابعنا، وتتحدث بألسنتنا، وتفكر بعقولنا، وترتجف بمشاعرنا، وتخاف بقلوبنا، وتنتظر النهاية بنفوسنا، وفوق كل ذلك شعرنا أنها تستخدم وعينا الجمعي في إنقاذ ما تبقى من البشرية.
انتبهنا، وقد خرجنا من "يونيڤيرس" الرواية، لنجدهم قد أعدوا لنا يونيڤيرس جديد أو "ميتاڤيرس"، فهل سنكون من سكان الميتاڤيرس أو من سكان فلوسينيا، أم سنبحث عن حلّ وسط.
-
Ahmad Mokhtar
نحيا حقيقتنا في الخيال ، ونعيش وهما في الحقيقة ! "
كان من حسن الحظ انني ممن اطلعو علي مخطوط الرواية ، وعشت لحظات غزل نسيج الكلمات والحروف والفصول وغمسها بروح الكاتبة عبر آلة رضوى الأسود العملاقة .
قرأتها قرابة ٥ مرات قبل اصدارها الرسمي - و حتي الآن ما زلت في حيرة هل هي رواية ديستوبية ام رواية واقعية - تأتي حيرتي من ان كل ما اختبرته بين الحروف والكلمات والاحداث والمشاعر والنبوءات حتي المؤامرات وتغيرات المناخ منها والكوارث والاوبئة بإسقاطها علي اسماء مغايرة، يعبر عن الواقع بشدة فيه ما رأيناه وعشناه ، وفيه ما هو سنراه بكل تأكيد في القريب .
جرس انذار كبير و مبكر مع كل فصل يرتفع صدي صوته بان يأخذ الجميع حذره - اما ان نحبس جميعا في واقع شيطاني نرفضه وبين زيف عالم اخر افتراضي تعيش فيه بروحك وتترك جسدك لهم في الواقع.
حالة نفسية فريدة ، حب وفقد وحزن وبعض من الأمل - كدت ان اشتم رائحة الطعام في فصول - ورائحة عطر البطل ، احسست ان بعض من الرمال تناثرت حولي في مشهد الدفن - قوة تحسد عليها ما لاقته البطلة من مآسي.
وأخيرا وليس اخرا - اعدك انه ستنظر لميريت علي الغلاف قبل قراءة الرواية فترة ليست بالوجيزة -وستظل تنظر اليها مرة اخري بعد انتهاء الرواية فترات وفترات - فالسطور تحمل الكلمات والحروف وصورتها وملامح وجه ميريت علي الغلاف يحمل روحها الملغزة !
استمتعت بكل حرف وكلمة وفصل - اتمني ان يتبعها جزء ثاني اخر قريبا ،
تحياتي
أحمد مختار
-
Engi Khaled Ahmed
أنهيت الثلث الأول من هذا الكتاب، حوالي ١٢٠ صفحة من أصل ٣٧٥ صفحة على أبجد،
ولكن للأسف لم أستطع الاستمرار.
فالمؤلفة تطنب كثيرا بشأن الوباء والمجاعات واليونفرس دون غاية معينة أو حبكة محددة. شعرت بالتيه في الكثير من الأجزاء. أعتقد أنها لو اختصرت، لتوفقت أكثر في جذب القارئ.
لا أنكى أن سردها رائع لغويا وأدبيا، ولكني حقا مللت إذ شعرتني أبحر بلا وجهة.
تحياتي.