اقتباسات من رواية ثلاثية المسيح - الجزء الأول: عيسى بن مريم

يَجِبُ عَلَى مَنْ يَخَافُ اللهَ أَنْ يَنْفَصِلَ في كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ عَنْ أعمالِ العالَمِ لكيلا يُفسِدَ العَمَلَ الصّالح

فإذا كانتِ الصُّلبان تُغضِبُ الله فلا تصنَعْها، ولا تَكُنْ كأبِ إبراهيم؛ كانَ يصنع التّماثيل ليعيش؛ يفعل شرًّا ليُحصِّلَ خيرًا، هل رأيتَ خيرًا يُتَحَصَّلُ مِنْ شرّ؟!

وحكمةُ الله عينٌ ترى الأشياءَ على غيرِ ما تراهُ أعينُ البشر!!

نادِرون أولئكَ الّذين يغادِرون سِرْبَهم ليحموا أنفسهم من المصير الّذي يسير إليه السّربُ دون أن يدري. سألتُه: "إلى أين يسيرون؟!". "إلى الهلاك".

أنّ الدُنيا ليستْ للحياة؛ إنّها عُبُور، وأنّ هذا العناءَ لن يَطول.⁠‫

فيمَ يُعطي اللهُ الإنسانَ الآخرةَ إذا لمْ يَزهدْ له في الدُّنيا!! ‏

والدّرسُ صلاةٌ فالخُشُوعُ فيه فَرض

ويا لَها مِنْ أمّ؛ لو كانتِ الجبال مكانها لخرّت، والسّماء لجأرتْ، لكنّها أمّي؛ أمّي الّتي كانتْ كُلّ عقبةٍ تزيدها حمدًا، وكُلّ تعبٍ يدفعها شُكرًا

كان النّاس ينظرون ولا يُبصِرون، ويسمعون ولا يَعُون؛ وكانتْ غِشاوةٌ أسمكُ من القلوب الغافِلة تُغطّي على أعينهم.

لم تستأثرْ أيّةُ ضَحيّة من قبلُ بقلبه مثلَ هذه الضّحيّة، وإنّه إنْ كانَ قد أَسِفَ على بعضِ ضحاياه سابِقًا، فإنّه اليوم ربّما… رُبَّما يبكي!! ‏

فتعلّقتْ بِحَبْل الحُبّ، ولم تدرِ أنّ حبل الحُبّ أَوْهى من خيطِ العنكبوت! ‏

كانتْ أكثرهم يقينًا، وذلك لأنّ القلبَ المملوءَ بالإيمان غيرُ القلبِ المَمْلوء بالبُهتان.⁠‫

السّكوت على الضّيم أصعبُ من الموت

أنّ كثرةَ اجتماع النّاسِ حول الباطل لا تُصيّرهُ حَقًّا.⁠‫

كانتْ وجوهُهم طافِحةً بالنّور، لم تُفارقْهم بالبسمةِ وهم يُرسلون نَظَراتِهم الوالِهَة إليّ دون أنْ يَفُوهوا بكلمةٍ واحدة، بدا أنّ الأرواح تتلاقى من جديدٍ وتتآلف

قلتُ في نفسي وأنا أهمُّ بدخول المسجد الأقصى: "ما أشبهَ اللّيلةَ بالبارحة؛ الكَذَبة كانوا يَملؤونه بالأمس، وها هم اليوم يعيثون فيه كذلك فسادًا".

طَرِبَ الشّجر، وغنّى الطّير، ولانَ الحجر، وأزهرتِ الجُذوعُ اليابسة، ومالتْ من الشّوق الصّخور…‏

"إذا كان الله معك فَمَنْ يَكون عليك؟! وإنّها أمانةٌ ولا تُؤدَّى إلاّ بحبلٍ منه"

لو طُلِبَ منه أن يحفرَ الطُّور العظيم بفأسِهِ الصّغيرة هذه لكان أسهل من أنْ يحفر قلوبَ التّائهين فينتزع منها سوادَ الخطيئة، ولو طُلِبَ منه أن يشقّ هذا الجبل نِصفَين بخنجره لكانَ أسهلَ عليه من أن يقطعَ ذلك الحبل الّذي يربط المُوثَقين بالإثم إلى الدُّنيا.

كُلُّ شيءٍ يُمكنُ أن يسير هادِئًا إذا كانتْ أعماقُكَ هادِئة، وكان قلبُكَ مُطمَئِنًّا، حتّى ولو كانَ ضجيجُ الكونِ صاخِبًا حولكَ فالمُهمّ ليسَ ما في خارجك بل ما في داخِلك القلبُ الموصولُ بالله لا يعرفُ من صَخَبِ الدّنيا وضجيجها شيئًا فالكونُ الخاشِع لله يخشعُ كذلك في قلب المؤمنِ. ‏